(فَأَحْياكُمْ) أخرجكم أحياء (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) في هذه الدّنيا ويقبركم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) في القبور ، وينعم فيها المؤمنون (١) بنبوّة محمّد صلىاللهعليهوآله وولاية عليّ عليهالسلام ، ويعذّب فيها الكافرون (٢) بهما ، ثمّ إليه ترجعون في الآخرة بأن تموتوا في القبور بعد ثمّ تجيئوا (٣) للبعث يوم القيامة ، ترجعون إلى ما وعدكم من الثّواب على الطاعات إن كنتم فاعليها ، ومن العقاب على المعاصي إن كنتم مقارفيها (٤).
فقيل له : يا رسول الله ففي القبر (٥) نعيم وعذاب؟ قال : أي والّذي بعث محمّدا بالحق نبيّا وجعله زكيّا هاديا مهديّا وجعل أخاه عليّا بالعهد وفيّا ، وبالحق مليّا ولدى الله مرضيّا ، وإلى الجهاد سابقا ولله في أحواله موافقا ، وللمكارم حائزا ، وبنصر الله على أعدائه فائزا ، وللعلوم حاويا ولأوليائه مواليا ولأعدائه معاديا (٦) وبالخيرات ناهضا (٧) ، وللقبائح رافضا وللشيطان مخزيا ، وللفسقة المردة مقصيا (٨) ولمحمّد صلىاللهعليهوآله نفسا ، وبين يديه لدى المكاره جنّة وترسا ، آمنت به أنا وأخي علي بن أبي طالب عبد ربّ الأرباب ، المفضّل على أولي الألباب ، الحاوي لعلوم الكتاب ، زين من يوافي يوم القيامة في عرصات الحساب بعد محمّد صفي الكريم العزيز الوهاب ، إنّ في القبر نعيما يوفّر الله به حظوظ أوليائه ، وإنّ في القبر عذابا يشدّد الله به على أشقياء أعدائه ، إن المؤمن الموالي لمحمّد وآله الطيبين المتّخذ لعلي بعد محمّد إمامه
__________________
(١) في تفسير البرهان : المؤمنين.
(٢) في تفسير البرهان : الكافرين.
(٣) في تفسير البرهان : تحيوا.
(٤) البرهان ج ١ ص ٧٢.
(٥) في البحار : ففي القبور.
(٦) في البحار : مناويا.
(٧) في البحار : ناويا.
(٨) في تفسير العسكري المطبوع : مغضبا.