أهلك (١).
وفي البحار نقلا عن كتاب تفضيل الأئمّة على الأنبياء للحسن بن سليمان قال ذكر السيّد حسن بن كبش في كتابه باسناده مرفوعا إلى عدّة من اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله منهم جابر بن عبد الله الانصاري وأبو سعيد الخدري وعبد الصّمد بن امية وعمرو بن أبي سلمة وغيرهم ، قالوا : لما فتح النّبي صلىاللهعليهوآله مكّة أرسل رسله إلى كسرى وقيصر ، يدعوهما إلى الإسلام أو الجزية والّا آذنا بالحرب ، وكتب ايضا إلى نصارى نجران بمثل ذلك.
فلمّا أتتهم رسله صلىاللهعليهوآله فزعوا إلى بيعتهم (٢) العظمى وكان قد حضرهم ابو حارثة أسقفهم الأوّل ، وقد بلغ يومئذ مائة وعشرين سنة وكان يؤمن بالنّبي والمسيح عليهماالسلام ويكتم ذلك عن كفرة قومه ، فقام على عصاه وخطبهم ووعظهم والجائهم بعد مشاجرات كثيرة إلى إحضار الجامعة الكبرى الّتي ورثها شيث ففتح طرفها.
إلى أن قال : ثمّ أمرهم أبو حارثة أن يصيروا إلى صحيفة شيث الكبرى الّتي انتهى ميراثها إلى إدريس على نبيّنا وآله السّلام وكان كتابتها بالقلم السّرياني القديم ، وهو الّذي كتب به من بعد نوح عليهالسلام ملوك الهياطلة المتماردة فافتضّ القوم الصّحيفة فأفضوا منها إلى هذا الرّسم ، قالوا : أجتمع إلى إدريس عليهالسلام قومه وصحابته
__________________
(١) البحار : ج ٢٧ ص ٥ ح ١٠ ـ عن القصص في ذيل الصفحة : هذا يعارض الروايات التي تدلّ على أنّ الله خلق قبل أبينا آدم أيضا آدم ، وحمله على أوّل آدم خلق الله في الأرض بعيد ، والحديث كما ترى من ضروريات العامّة.
(٢) البيعة : معبد النصارى واليهود.