في ملأ أذكرك في ملأ خير من ملأك (١).
وفيه مرفوعا قال : قال الله عزوجل لعيسى على نبيّنا وآله وعليهالسلام يا عيسى اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي ، واذكرني في ملأك أذكرك في ملأ خير من ملأ الآدميّين (٢).
وفي بعض الأخبار : بملإ (٣) من الملائكة خير من ملأ الآدميّين.
والجواب ان خيرية ملأ نوع من الملائكة من ملأ كثير من افراد البشر باعتبار قربهم او ملأ جنس الملائكة من جنس بني آدم باعتبار عصمتهم لا ينافي افضليّة الأنبياء والأوصياء عليهم ، سيّما مع ما قيل من اشتمال ملائهم على أرواح النّبيين والمرسلين.
ثمّ انّه قد يحكى اتّفاق الفلاسفة على انّ الأرواح السّماوية المسماة عندهم بالملائكة أفضل من الأرواح النّاطقة البشريّة واستدلّوا عليه ببساطتها وبرائتها من شوب التركيب ولوازم الكثرة الدّاعية إلى الاختلال والفساد ، وأمّا البشر فهو مركّب من النفس والبدن ، والنفس مركّبة من القوى الكثيرة والبدن مركّب من العناصر المتضادّة ، ومن البيّن أنّ البسيط أشرف من المركب ، والملائكة وان لم نقل ببساطتها المطلقة نظرا إلى أنّ كلّ ممكن زوج تركيبي وانّها مركّبة من وجود ومهيّة لكنّها أبسط بالإضافة إلى الإنسان من وجوه كثيرة أوجبت شرافتها ، ولذا كان البسيط على الإطلاق وهو مبدأ الكلّ أعلى من الكلّ.
__________________
(١) الكافي : ج ٢ ص ٤٩٨.
(٢) الكافي : ج ٢ ص ٥٠٢.
(٣) البحار ج ٦٠ ص ٣٠٠.