الفلكيّة والجسمانيّات ظلمانيات سفلية كثيفة منفعلة مشتملة على الحجب الظلمانيّة والغواسق الهيولانيّة.
وبانّ التقسيم العقلي دلّ على ذلك فانّ الموجود الحيّ أشرف من الميّت ثمّ الحيّ امّا خير محض ، او شرير محض ، او خيّر من وجه شرير من وجه ، فالاوّل هو الملك والثّاني هو الشيطان والثالث هو الإنسان.
وبانّ النّفوس النّاطقة وقواها واستعدادتها كلّها فائضة من المبادي العالية الّتي هي المتصرفة فيها المفضية عليها.
إلى غير ذلك من الوجوه الضعيفة المبنية على أصولهم الفاسدة المخالفة للشريعة المصطفويّة على صادعها وآله آلاف الثناء والتحيّة من اثبات العقول المجرّدة والنفوس الفلكيّة واستناد الحوادث إلى التشكلات والانظار الفلكيّة وغيرها ممّا تقوّله الفلاسفة وارباب الهياكل وغيرهم.
هذا مضافا إلى انكارهم الأصول الشرعيّة الحقّة المستفادة من الشريعة من تقدّم خلق الأرواح على الأبدان وانّ أرواح النّبي والأئمّة عليهمالسلام متقدّمة في الخلقة على غيرهم ، وانّ جميع من سواهم من المجرّدات والماديات والعلويّات والسفليّات وأرواح الأنبياء والملائكة والسماوات والأرضين والكواكب والجنّة وجميع ما في العوالم الكونيّة كلّها مخلوقة من أشعّة أنوارهم كائنة من رشحات قطرات بحارهم ، فإذا أحرزت هذه الأصول وأتقنت ما أشرنا إليه في تضاعيف المباحث السابقة ظهر لك الجواب عن هذه الوجوه وغيرها ممّا أوردوه في المقام ، فلا داعي إلى اطناب الكلام في الجواب عنها بوجوه النّقض والإبرام.