وقال عليهالسلام : لو كسرت لي الوسادة وجلست عليها لحكمت بين أهل التّوراة بتوراتهم (١) ، الخبر.
ومنها علم الفصاحة ومعلوم أن أحدا من الفصحاء الّذين بعده لم يدركوا درجته ولا القليل من درجته.
ومنها علم النّحو ومعلوم انّه انّما ظهر منه وهو الّذي ارشد أبا الأسود (٢) الدّؤلي إليه.
ومنها علم تصفية الباطن ومعلوم انّ نسب جميع الصوفيّة ينتهي إليه كما ذكر أنّ رئيسهم أبا يزيد (٣) البسطامي كان سقّاء بباب جعفر الصّادق عليهالسلام ، وانّ معروف (٤) الكرخي الّذي هو أحد رؤسائهم كان بوّاب عليّ بن موسى عليهاالسلام.
ومنها علم الشجاعة وممارسة المصلحة ومعلوم انّ نسبة هذا العلم ينتهي إليه ، فثبت بما ذكرناه انّه عليهالسلام كان أستاذ العالمين بعد محمّد صلىاللهعليهوآله في جميع الخصال المرضيّة والمقامات الشريفة ، وإذا ثبت انّه كان أعلم الخلق بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله وجب أن يكون أفضل لقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٥) ، وقوله تعالى : (يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) (٦).
__________________
(١) ينابيع المودة : ص ٧٠ وص ٢٢٠ ط اسلامبول.
(٢) جواهر الفقه للقاضي ابن البراج ص ١١ ، شرح أصول الكافي للمازندراني ج ٢ ص ٢٩٨.
(٣) هو ابو يزيد طيفور بن عيسى الصوفي البسطامي المتوفى سنة «٢٦١» ه.
(٤) هو ابو محفوظ المعروف بمعروف الكرخي توفي ببغداد سنة «٢٠٠» ه.
(٥) الزمر : ٩.
(٦) المجادلة : ١١.