المفسّرة للآيات المتقدّمة بل ومنها أيضا.
وبأنّها لو لم تكن توقيفيّة لكانت اصطلاحيّا والتّالي باطل لافتقار تعريف الاصطلاح إلى مثله فامّا أن يرجع في تعريف كلّ منها إلى الاخر لزم الدور أولا فالتّسلسل.
وبأنّها لو كانت اصطلاحيّة لجاز تغيير ذلك الاصطلاح الأوّل وتبديله ، فيجوز أن يراد بالصّلاة وغيرها من الموضوعات المستنبطة في هذا الزمان غير ما يراد منها في الزمن الشارع فيرتفع الوثوق عن الاخبار الشرعيّة ويسقط الاستدلال بها رأسا.
وبقوله سبحانه : (قُلِ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) (١) ، وغيرها من الآيات المتناولة بعمومها ما نحن فيه ، خرج منه ما علم بالدّليل استناده إلى العباد من أفعالهم وصنايعهم وأعمالهم بحمل الخلق فيها على خلق الأسباب والآلات الظّاهرة والقوى الباطنة والإلهامات والارشادات وأمثال ذلك ممّا قام الدّليل الشّرعي والعقلي والوجداني على إخراجه من ظاهر ذلك العموم ، وبقي الباقي مقهورا تحت سلطنة الواحد القهّار.
وفي الكلّ نظر لضعف الاستدلال بالآيات بما ستسمعها عند التّعرض لتفسيرها تقريبا وردّا ، وضعف الثاني بأنّه يمكن أن يكون البشر قد وضعوها وعيّنوها بقوّة إلهيّة والهامات ربّانيّة بعد تعليمه سبحانه أصول الكلمات ، وهي الحروف الّتي عليها المدار في جميع اللّغات.
كما روى أبو ذر عن النّبي صلىاللهعليهوآله إنّ الكتاب الّذي انزل الله على آدم هو كتاب
__________________
(١) الرعد : ١٦.