مسموعة فيتمّ الاستدلال بها كالآية المتقدّمة الّتي قد سمعت التقريب فيها ولو بمعونة الاخبار المتقدّمة الظاهرة في استناد الوضع إليه سبحانه فلا يرد ان غاية ما تدلّ عليه بعد تسليم دلالتها انّ الوضع غير ناش من ذرّية أبينا آدم.
وامّا استناده اليه سبحانه او الى خلق آخر كبني الجان وغيرهم فغير واضح سيّما بعد ما ورد في الاخبار من انّه كان في الأرض خلق أخر قبل أبينا آدم.
بل في الخبر : انّ الله تعالى خلق ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم في آخر تلك العوالم وأولئك الآدميّين (١).
إذ فيه ان الظّاهر منها ولو بمعونة الاخبار المتقدّمة وملاحظة شرافة علم الأسماء حتّى فضّل الله به آدم على غيره من الملائكة إنّما هو استناده إليه سبحانه مضافا إلى أنّه لو كان متداولا بين خلق سابق على آدم في الأرض أو في السّماء لتسامع بها بعض الملائكة ان لم يعرفها كلّهم مع أنّ قضيّة الأصل هو تأخّر الحادث الّذي هو الوضع من زمن وجود الخلق السابق إلّا أنّه حينئذ بالنّسبة إلى تعيين الواضع مثبت فلا تغفل.
نعم يمكن أن يقال إنّ الفريقين مجمعون على عدم استناده إلى خلق آخر بل هم بين من يقول باستناده إلى الله تعالى ومن يقول باستناده إلى أبي البشر وذرّيته فالقول باستناده إلى خلق آخر من بني الجان او غيرهم خرق لهذا الإجماع. ولا بأس به على فرض تحقّقه.
ثمّ انّ في المسألة اقوالا أخر كالقول باصطلاحيّة جميع اللّغات وانّ الواضع
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٥٤ ص ٣٢١.