والإعراب وبين الأجسام والأشكال الخارجة ، وفي دعوى المناسبة حتّى في الأعلام الشخصيّة وفي الألفاظ المشتركة حتّى الموضوعة للضّدين والنقيضين كالقرء والجون ، وعسعس ، وفي دعوى المناسبة بين الألفاظ والأزمنة وبين الأعلام المشتركة ومعانيها إلى غير ذلك ممّا لا يعود إلى حاصل ولعلك ، لو تدبّرت كلامه بتمامه عرفت انّه كان قد دعاه إلى ذلك ملاحظة بعض المناسبات الجزئيّة الّتي هي كالنكات الاتّفاقية بعد الوقوع بالنسبة إلى بعض الألفاظ ، مع التخلف في الأكثر.
ومن الغريب استدلاله في مواضع من كلامه بأسماء الأصوات الّتي ذكروا انّها حكاية صوت مسموع من الحيوان وغيره كغاق ، فانّه حكاية صوت الغراب ، وطق حكاية صوت وقع الحجارة بعضها على بعض ، او انّها ممّا يخاطب به ما لا يعقل كقولهم في دعاء الضأن : حاحا وفي دعاء المعز : عاعا غير مهموزين ، فانّ القسم الاول من هذه الأسماء مجرّد حكاية صوت شبيه بالواقع والثاني بمنزلة النعيق ، ولذا استشكلوا صدق حدّ الكلمة عليها ، وان لم يكن الأشكال في محلّه.
وبالجملة إبداء أمثال تلك المناسبات الجزئيّة بين بعض الألفاظ ومعانيها لا موقع لها بالنسبة إلى تلك اللغات المتّسعة الكثيرة في الألسنة المختلفة المنتشرة بين أهل العالم لإفهام المعاني الدّقيقة والنكات الخفيّة ، مع انّه يستفاد من تضاعيف كلامه الطويل الّذي لم نتعرّض لحكايته أنّ مراده مجرّد إعمال المناسبات في الوضع لا