يقول : لمّا ارتحلن ولوين فضول أزمّة أجمالهنّ على معاصمهنّ أسجدت لهنّ.
وبالجملة فالظاهر إطلاقه لغة على كلّ من الخضوع والانحناء وتطأطأ الّرأس ، وأصل الأصل في معناه هو الأوّل ، وإطلاقه على الأخيرين باعتبار تحقّقه فيهما كما يطلق على غيرهما من الأفعال الصّادرة عن خضوع ، او الموضوعة لها بحسب العادة ، ومنها وضع الجبهة على الأرض أو ما أنبت ممّا لا يؤكل ولا يلبس ، فانّ الظاهر عدم ثبوت الحقيقة الشرعيّة أو المتشرّعة فيه بل هو باق على معناه اللغوي وإن اعتبر للشارع في صحّته جزء للصّلاة أمورا خارجة عن مسمّاها لغة كما أشار إليه بعض مشايخنا معترضا به على من قبله ، لكنّه لا يخلو عن تأمّل نظرا إلى تبادر الهيئة الخاصّة منه عرفا بحيث لا ينبغي معه التّامل في صيرورته حقيقة فيها عند الشارع او المتشرعة ، وتمام الكلام في مقام آخر.
وممّا مرّ يظهر النظر فيما قوله الرازي : من أنّ السجود في عرف المتشرّعة عبارة عن وضع الجبهة على الأرض ، فوجب أن يكون في اصل اللغة كذلك لأنّ الأصل عدم التغيير (١).
إذ فيه انّ اللغة ثابتة لتنصيص وغيره ، وأمّا ما يأتي في خبر «القصص» فعلى فرض صحّته محمول على بيان النوع والكيفيّة فتأمّل.
واللام في قوله : «لآدم» متعلّق باسجدوا أي اخضعوا له طاعة لله سبحانه ، أو انّه بمعنى «إلى» والمتعلّق محذوف اي اسجدوا مقبلين إلى آدم على حدّ قول
__________________
(١) مفاتيح الغيب للرازي : ج ٢ ص ٢١٣.