آدم عليهالسلام أسجد الله له ملائكته فهل فعل بمحمّد شيئا من هذا؟ فقال عليّ عليهالسلام : لقد كان ذلك ، ولكن اسجد الله لآدم ملائكته ، وسجودهم لم يكن سجود طاعة وأنّهم عبدوا آدم من دون الله ، ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له ، ومحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم أعطي ما هو أفضل من هذا انّ الله جلّ وعلا صلّى عليه في جبروته والملائكة بأجمعها (١) ، الخبر.
وفي تفسير الامام عليهالسلام قال : ولمّا امتحن الحسين عليهالسلام ومن معه بالعسكر الّذي قتلوه وحملوا رأسه ، قال لعسكره : أنتم في حلّ من بيعتي فالحقوا بعشائركم ومواليكم ، وقال لأهل بيته : قد جعلتكم في حلّ من مفارقتي فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم ، وما المقصود غيري فدعوني والقوم فانّ الله عزوجل يعينني ولا يخلّيني من حسن نظره كعاداته في أسلافنا الطيّبين ، فامّا عسكره ففارقوه ، وامّا أهله الأدنون من أقربائه فأبوا وقالوا : لا نفارقك ويحزننا ما يحزنك ، ويصيبنا ما يصيبك ، وإنّا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنّا معك ، فقال لهم : فإن كنتم قد وطّنتم أنفسكم على ما وطّنت نفسي عليه ، فاعلموا أنّ الله إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره ، وانّ الله وان كان خصّني مع من مضى من اهلي الّذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل عليّ معها احتمال المكروهات ، فانّ لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى ، واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم ، والانتباه في الآخرة ، والفائز من فاز فيها ، والشقي من شقي فيها ، أولا أحدّثكم باوّل أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبّينا والمتعصّبين لنا ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له
__________________
(١) الاحتجاج : ص ١١١.