مقرون معرّضون؟ قالوا : بلى يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : إنّ الله تعالى لمّا خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كلّ شيء ، وعرضهم على الملائكة جعل محمّدا وعليّا وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام أشباحا خمسة في ظهر آدم ، وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السموات والحجب والجنان والكرسي والعرش ، فأمر الله الملائكة بالسّجدة لآدم تعظيما له ، إنّه قد فضّله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح الّتي قد عمّ أنوارها في الآفاق ، فسجدوا إلّا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله ، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت عليهمالسلام وقد تواضعت لها الملائكة كلّها ، فاستكبر وترفّع وكان بإبائه ذلك وتكبّره من الكافرين.
ثمّ قال : قال عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما : حدّثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : يا عباد الله إنّ آدم لمّا رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره ، رأى النّور ولم يتبين الأشباح ، فقال يا ربّ ما هذه الأنوار؟ قال الله عزوجل : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ، ولذا أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح فقال يا ربّ لو بيّنتها لي؟ فقال الله تعالى : أنظر يا آدم إلى ذروة العرش ، فنظر آدم عليهالسلام ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش ، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصّافية ، فرأى أشباحنا ، فقال : ما هذه الأشباح يا ربّ؟ فقال الله : يا آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي وبريّاتي : هذا محمّد وأنا الحميد المحمود في أفعالي ، شققت له اسما من اسمي ، وهذا عليّ وأنا العليّ العظيم شققت له اسما من اسمي ، وهذه فاطمة وأنا فاطر السموات والأرضين ، فاطم أعدائي عن