وحده ضمّها حيث وقع ، إمّا لاتباع ضمّة الجيم ، أو لنقل ضمّة الهمزة إليها كانّها لم تسقط ، وهما ضعيفان كأصل القراءة (فَسَجَدُوا) جميعا لآدم انقيادا لأمره سبحانه بمطلق الخضوع والتذلّل ، أو بالانحناء ووضع الجبهة كما ربما يظهر من بعض الأخبار المتقدّمة ، سيّما خبر «القصص» او على اختلاف أنحاء تذلّلاتهم الّتي لا يمثل واحد منها بالآخر لاختلاف درجاتهم وطبقاتهم ولذا قالوا : (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) (١) ، وكان سجودهم في الأرض على ظهر الكوفة كما في تفسير العياشي عن مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام قال : اوّل بقعة عبد الله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة (٢).
(إِلَّا إِبْلِيسَ) المبلس اي الآيس من رحمته سبحانه ، ولذا سمّي به ، والّا فكان مسمّى بالحارث ويكنّى أبا مرّة كما في المعتبرة ففي «المعاني» عن الرضا عليهالسلام : كان اسمه الحارث سمّي إبليس لأنّه ابلس من رحمة الله (٣).
وفي «البحار» عن كتاب «غور الأمور» عن النّبي صلىاللهعليهوآله انّ اسمه الحارث وكنيته أبو مرّة ، وانّما سمّاه الله إبليس لأنّه ابلس من الخير كلّه يوم آدم عليهالسلام (٤).
وفي «العيون» و «العلل» بالإسناد انّه سأل الشامي أمير المؤمنين عليهالسلام عن اسم إبليس ما كان في السّماء؟ فقال : كان اسمه الحارث (٥).
__________________
(١) الصافات : ١٦٤.
(٢) تفسير العيّاشي : ج ١ ص ٣٤ وعنه البحار ج ٥ ص ٤٠.
(٣) معاني الاخبار : ص ١٣٧.
(٤) بحار الأنوار : ج ٦٠ ص ٢٢٦.
(٥) العيون : ص ١٣٤ والعلل ج ٢ ص ٢٨١.