النّبي صلىاللهعليهوآله في قوله (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) (١) انا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين كنّا في سرادق العرش نسبّح الله وتسبّح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يأمرنا بالسجود ، فسجدت الملائكة كلّهم إلّا إبليس فانّه أبى أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعالِينَ) اي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش (٢).
فان فيه زيادة تأكيد في ارادة جميع الإفراد وفي خبر المعراج المرويّ في التفسير والاحتجاج : انّ النّبي صلىاللهعليهوآله قال لجبرئيل : تقدّم يا جبرئيل فقال له : إنّا لا نتقدّم على الأدميّين منذ أمرنا بالسجود لآدم عليهالسلام (٣).
إلى غير ذلك من ظواهر الاخبار الكثيرة الّتي هي الحجّة ، ومع ذلك كلّه فلا ينبغي الإصغاء إلى ما ينسب إلى الحكماء من حمل الملائكة في الآية على القوى الجسمانيّة البشريّة المطيعة للنفس الناطقة نظرا إلى أنّه يستحيل أن تكون الأرواح السماوية منقادة للنفوس الناطقة ، إذ هو كما ترى مبنيّ على ما استحسنوه بالأوهام الضعيفة والخيالات الواهية.
ثمّ انّ المشهور كسر التّاء في قوله (لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا) ، وعن أبي جعفر (٤)
__________________
(١) ص : ٧٥.
(٢) بحار الأنوار : ج ١١ ص ١٤٢ ح ٩ عن فضائل الشيعة.
(٣) علل الشرائع : ص ١٤ وعنه البحار ج ٢٦ ص ٣٣٨ ح ٣.
(٤) المراد به ابو جعفر القاري يزيد بن القعقاع أحد القراء العشرة كان من التابعين وإمام اهل المدينة في القراءة توفي سنة (١٣٢) ه.