«التبيان» من انّه المرويّ عن الصادق عليهالسلام معتضدا بما ادّعاه الشيخ من استظهاره في تفاسيرنا.
والجواب عن هذه الوجوه أنّها مع تسليم دلالتها والغضّ عمّا فيها على ما تسمع كلّها ظواهر يجب الخروج عنها بمقتضى ما دلّ على عدم كونه من الملائكة من الأدلّة القطعيّة الّتي منها الإجماع القطعي الدّال على عصمتهم عن الصغائر والكبائر ، مضافا إلى الآيات والاخبار الدّالّة عليها حسبما مرّت إليه الإشارة ، ومنها الإجماع المنعقد في خصوص المقام ايضا ، فانا لا نعرف أحدا من الاماميّة ذهب إلى كونه من الملائكة عدى الشيخ الذي لا يقدح خروجه في انعقاده لكونه معلوم النسب ، ولكون قوله هذا مخالفا لما هو المقطوع من مذهب الإماميّة من ذهابهم إلى عصمة جميع الملائكة فكان قوله هذا مع شذوذه وانفراده به ومخالفته لما استقرّ عليه مذهب الاماميّة وتواترت به اخبارهم على ما تسمع مسبوقا بالإجماع على خلافه ملحوقا به واحتمال نسبته إلى مفسّرينا كما استظهره منهم في تبيانه موهون جدّا سيّما مع عدم الحكاية من غيره رأسا في كتب التفسير وغيرها ، بل المحكي عن شيخه وهو المفيد رحمهالله في كتاب «المقالات» انّه قال : إنّ إبليس من الجنّ خاصة ، وانّه ليس من الملائكة ولا كان منها قال الله تعالى : (إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) (١) ، وجاءت الاخبار متواترة عن ائمّة الهدى من آل محمّد عليهمالسلام بذلك وهو مذهب الاماميّة (٢) كلّها وكثير من المعتزلة واصحاب الحديث ، ومنها الاخبار الكثيرة
__________________
(١) الكهف : ٥٠.
(٢) مجمع البيان : ج ١ ص ٨٢.