الأرض من تحته فقال الله تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً) (١) ثمّ مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى زبدتها (٢) ، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار ، فخلق منه السماء فجعل فيها النجوم والبروج ومنازل الشمس والقمر (٣) ، الخبر.
فهو وإن كان بظاهره يدل على تقدم الدحو على خلق السماء أيضا إلا أنّه لمخالفته لظاهر الآية بل صريحه يجب تأويله بعدم ترتب قوله : فلما أراد أن يخلق السماء على سابقه الذي هو الدحو ، بل على ما تقدم من خلق الأرض أو أن الفاء لمجرد الارتباط دون الترتب ، فانه لم يلحظ فيه.
كما أنّه لم يلحظ فيما ذكره الإمام عليهالسلام في تفسيره قال : إنّ الله تعالى لما خلق الماء فجعل عرشه عليه قبل أن يخلق السماوات والأرض ، فأرسل الرياح على الماء فتفجر (٤) الماء من أمواجه ، وارتفع عنه الدخان وعلا فوقه الزبد ، فخلق من دخانه السماوات السبع وخلق من زبده الأرضين ، فبسط الأرض على الماء ، وجعل الماء على الصفا ، والصفا على الحوت والحوت على الثور ، والثور على الصخرة إلى أنّ قال : فلما خلق الله الأرض دحاها من تحت الكعبة ثم بسطها على الماء فأحاطت بكل شيء (٥) آه.
وفيما ذكر الباقر عليهالسلام لمحمد بن مسلم على ما رواه في «الكافي» قال عليهالسلام : كان كلّ شيء ماء وكان عرشه على الماء فأمر الله عزوجل الماء فاضطرم نارا ، ثم أمر النار
__________________
(١) آل عمران : ٩٦.
(٢) في المصدر : أزبد بها.
(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٦٩ ـ ٧٠ وعنه البحار ج ٥٧ ص ٧٢ وفي المصدر : فبخّر الماء.
(٤) وفي المصدر : فبخّر الماء.
(٥) تفسير الامام عليهالسلام ص ١٤٤ ـ ١٤٥ وعنه البحار ج ٥٧ ص ٨٧.