وَعَشِيًّا) (١) ، انّ البكرة والعشيّ لا تكونان في الآخرة في جنان الخلد ، وإنّما يكون الغدوّ والعشيّ في جنان الدّنيا الّتي تنقل إليها أرواح المؤمنين وتطلع فيها الشمس والقمر.
وفي «الكافي» في الصحيح عن ضريس الكناسي قال سألت أبا جعفر عليهالسلام : انّ النّاس يذكرون انّ فراتنا يخرج من الجنّة ، فكيف هو وهو يقبل من المغرب ، وتصبّ فيه العيون والأودية؟ قال : فقال أبو جعفر عليهالسلام : إنّ لله جنّة خلقها في المغرب ، وماء فراتكم هذه يخرج منها ، وإليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كلّ مساء ، فتسقط على ثمارها وتأكل منها ، وتتنعّم فيها وتتلاقى وتتعارف ، فإذا طلع الفجر هاجت من الجنّة ، فكانت في الهواء فيما بين السماء والأرض ... ثمّ ذكر انّ لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفّار ، إلى أن قال في المسلمين الّذين ليسوا من أهل المعرفة ولا من أهل العناد : إنّه من كان منهم له عمل صالح ولم تظهر منه عداوة فانّه يخدّ له خدّا إلى الجنّة الّتي خلقها الله في المغرب ، فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيمة. (٢) الخبر.
والاخبار في هذا المعنى كثيرة جدّا وبالتأمّل فيها يمكن التوفيق بين الأخبار المتقدّمة لكونها حينئذ من جنان الدنيا تطلع فيها الشّمس والقمر ، وامّا اطلاق الهبوط او الهبوط من السموات أو عن جواره سبحانه او غير ذلك مما ذكر في الأخبار المتقدّمة وغيرها ، فلانّ هذه الجنان وإن كانت في المغرب إلّا أنّ أسفلها
__________________
(١) مريم : ٦٢.
(٢) الكافي : ج ١ ص ٦٨ وعنه البحار ج ٦ ص ٢٩٠.