بحسب المرتبة فوق محدّب محدد الجهات ، وقد يعبّر عنها بعالم المثال والخيال المنفصل ، والهور قليا والإقليم الثامن ، وقد قيل : إنّ الأنهار الأربعة وهي الفرات والنيل وسيحان وجيحان تنزل من ذلك العالم إلى فلك المحدّد الجهات ، ثمّ إلى الملائكة ، ثمّ إلى السحاب ، ثمّ إلى الأنهار الأربعة ماء كلّ نهر من نظيرة هناك ، وفي بعض الأخبار تلويح إليه.
وامّا اشتمالها على وعد عوده إليها مطلقا أو بالشرط ممّا يؤكّد ما سمعت لتحقّق ذلك في عالم البرزخ قبل يوم القيمة وكان ما ذكرناه هو الّذي أشار إليه الملّا صدرا في رسالته «العرشيّة» بقوله : يجب أن نعلم أنّ الجنّة الّتي خرج عنها أبونا آدم وزوجته عليهماالسلام لأجل خطيئتهما غير الجنّة الّتي وعد المتّقون لأنّ هذه لا تكون الّا بعد خراب الدّنيا وبوار السموات والأرض وانتهاء مدّة عالم الحركات وان كانتا متّفقتين في الحقيقة والرتبة والشرف لكونهما جميعا دار الحياة الذّاتية ، ودار البقاء غير متجدّدة ولا متبدّلة ، ولا داثرة ولا فانية ولا زائلة ، وبيان ذلك أنّ الغايات كالمبادئ متحاذية متقابلة ، وانّ الموت الطبيعي ابتداء حركة الرجوع إلى الله كما أنّ الحياة الطبيعيّة ابتداء حركة النزول من عنده فكلّ درجة من درجات القوس الصعوديّة بإزاء مقابلتها من درجات القوس النزوليّة ، وقد شبّهت الحكماء والعرفاء هاتين السّلسلتين بالقوسين من الدّائرتين إشعارا بانّ الحركة الثانية الرجوعيّة انعطافيّة لا استقامية.
أقول : ولعلّ قوله : لأنّ هذه لا تكون ، معناه لا يكون ظهورها ودخول المؤمنين فيها ، وإلّا فقد سمعت انّ ضرورة المذهب قاضية بوجودها الآن وهو قد