أهبط الله آدم وحوّاء إلى الأرض أهبطهما كالفرخين المرتعشين ، فعدا إبليس الملعون إلى السباع ، وكانوا قبل آدم في الأرض ، فقال لهم : إنّ طيرين قد وقعا من السّماء لم ير الرّاؤون أعظم منهما تعالوا فكلوهما ، فتعاوت السباع معه وجعل إبليس يحثّهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة ، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق فخلق الله عزوجل من ذلك البزاق كلبين أحدهما ذكر والآخر أنثى ، فقاما حول آدم وحوّاء ، الكلبة بجدّة ، والكلب بالهند ، فلم يتركوا السباع أن يقربوهما ، ومن ذلك اليوم الكلب عدوّ السّبع ، والسّبع عدوّ الكلب (١).
وفيه عنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّ الله عزوجل حين أمر آدم أن يهبط هبط آدم وزوجته ، وهبط إبليس ولا زوجة له ، وهبطت الحيّة ولا زوج لها فكان أوّل من يلوط بنفسه إبليس ، فكانت ذرّيّته من نفسه ، وكذلك الحيّة وكانت ذرّية آدم من زوجته فأخبرهما انّهما عدّوان لهما (٢).
(وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) منزل ومقرّ للمعاش بأن جعلها قرارا ومعاشا لكم ، ويحتمل أن يكون بمعنى الاستقرار ، وأن يكون اسم مفعول وهو ما استقرّ منكم عليه ، وجاز تصرّفكم فيه.
(وَمَتاعٌ) استمتاع وانتفاع (إِلى حِينٍ) حين الموت كما في «تفسير الامام عليهالسلام» أو إلى يوم القيمة كما في رواية «القمي» وجمع بينهما بانّ الموت هو القيمة الصغرى للأكثرين والكبرى للآخرين ولذا ورد «من مات فقد قامت قيامته».
__________________
(١) علل الشرائع : ص ٤٩٦ ح ١ وعنه البحار ج ١١ ص ٢٠٧ ح ١٠.
(٢) علل الشرائع : ص ٥٤٧ ح ٢ وعنه البحار ج ١١ ص ٢٣٧ ح ١٩.