الورقة ظبي المسك ، فمن هناك صار المسك في سرّة الظبي ، لأنّه جرى رائحة النبت في جسده وفي دمه حتّى اجتمعت في سرّة الظّبي (١).
بل في «العلل» عن الصادق عليهالسلام قال : أهبط آدم من الجنّة عن الصّفا ، وحوّاء على المروة ، وقد كانت امتشطت في الجنّة ، فلمّا صارت في الأرض قالت : ما أرجو من المشط وانا مسخوط عليّ فحلّت مشطتها ، فانتشر عن مشطتها العطر الّذي كانت امتشطت به في الجنّة ، فطارت به الرّيح ، فألقت اثره في الهند فلذلك صار العطر بالهند.
قال : وفي حديث آخر انها حلّت عقيصتها فأرسل الله عزوجل على ما كان فيها من ذلك الطّيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب (٢).
وممّا ذكرناه يظهر الوجه أيضا فيما رواه في كتاب أخبار الملاحم والفتن عن الصّادق عليهالسلام قال : لمّا خلق الله آدم وأخرجه من الفردوس كتب له عنده في العلم السابق ألف سنة فلمّا هبط من السّماء وأخرج من الفردوس ، هبط على جبل بأرض الهند كان أعلاه قريبا من السّماء ، وكان آدم عليهالسلام يسمع كلام ملائكة سماء الدنيا ، ويجد ريح الفردوس فلبث بذلك حينا ، فاشتدّ جوعه فشكى إلى الأرض ، فقال يا أرض اطعميني فانا آدم صفيّ الله ، فأوحى الله تبارك وتعالى إلى الأرض : اجيبي عبدي.
فقالت : يا آدم لسنا نطعم اليوم من عصى الله ، فبكى آدم عليهالسلام أربعين صباحا على ساحل البحر ، تقطر دموعه في البحر ، فيزعمون انّ الصدفة كانت ترتفع فوق
__________________
(١) فروع الكافي : ج ٦ ص ٥١٤ ح ٣.
(٢) علل الشرائع : ص ٤٩١ و ٤٩٢ ح ١ وعنه البحار ج ١١ ص ٢٠٧.