بذلك وتاب عليه إنّه هو التّواب الرحيم (١).
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة المأثورة من طرق الاماميّة ، بل قد روي مثل ذلك أيضا من طرق المخالفين.
فعن ابن المغازلي الشّافعي في كتاب «المناقب» عن النّبي صلىاللهعليهوآله أنّه سئل عن الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه فقال صلىاللهعليهوآله : سأله بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام الّا تبت عليّ فتاب عليه (٢).
وعن النّطنزي في «الخصائص» انّه قال ابن عباس : لمّا خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس ، فقال : الحمد لله ، فقال له ربّه : يرحمك ربّك ، فلمّا أسجد له الملائكة تداخله العجب فقال : يا ربّ خلقت خلقا هو أحبّ إليك منّي؟ قال : نعم ولولاهم ما خلقتك ، قال : يا ربّ فأرنيهم ، فأوحى الله عزوجل إلى ملائكة الحجب : أن ارفعوا الحجب ، فلمّا رفعت إذا آدم بخمسة أشباح قدّام العرش ، قال : يا ربّ من هؤلاء قال : يا آدم هذا محمّد نبيي ، وهذا عليّ أمير المؤمنين ابن عمّ نبيي ووصيّه ، وهذه فاطمة بنت نبيي ، وهذان الحسن والحسين ابنا عليّ وولدا نبيّي ، ثمّ قال : يا آدم هم ولداك ، ففرح بذلك ، فلمّا اقترف الخطيئة ، قال : يا رب اسألك بمحمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين لمّا غفرت لي ، فغفر الله له فهذا الّذي قال الله تعالى : (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) ، إنّ الكلمات الّتي تلقّاها آدم من ربّه ، اللهم بحقّ محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت علي فتاب الله عليه (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار عن تفسير العياشي ج ١١ ص ٢١٢ ح ١٩.
(٢) المناقب لابن المغازلي ص ٦٣ ح ٨٩.
(٣) تفسير البرهان عن ابن شهر آشوب عن النطنزي ج ١ ص ٨٩.