على الكفر.
والظّرف إمّا متعلّق بالثّاني ، والمراد كفرهم بالله وتكذيبهم بآياته وأنّ الفعلين متوجّهان إليه على جهة التنازع فيعمل أحدهما فيه والآخر في ضميره ، وموضع اسم الإشارة الرفع إمّا على أنّه مبتدأ خبره أصحاب النّار وهم فيها خبر بعد خبر على جهة الاستقلال ، أو انّهما بمنزلة خبر واحد ، وعلى الوجهين فهو بخبره خبر للموصولة ، وإمّا على أنّه بدل من الموصولة أو عطف بيان لها وأصحاب النّار بيان له جرى مجرى الوصف ، وجملة «هم فيها» هي الخبر ، ولم تدخل الفاء هنا مع دخولها في مثل قوله : (فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) (١) لما قيل : من أنّ ما دخل فيه الفاء من خبر الّذي وأخواته مشبّه بالجزاء ، وما لم يكن فيه فاء فهو على أصل الخبر.
وقد مرّ اشتقاق (الآية) في المقدمات ، وانّ المراد بها العلامة الظّاهرة وأنّها تطلق إطلاقا شائعا على الأنبياء والحجج ، وعلى طائفة من كلمات القرآن ، وعلى المصنوعات من حيث دلالتها على الصّانع وصفاته الكماليّة ونعوته الجلاليّة ، وعلى ما يدلّ على صدق الأنبياء من المعجزات الباهرات الصّادرة منهم ومن أوصيائهم ، بل الأوصياء أنفسهم من آيات الله سبحانه على صدق أنبيائه ، ولذا ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال : ما لله أية أعظم منّي (٢).
وفي تفسير القمّي في غير هذا الموضع الآيات امير المؤمنين والائمة عليهمالسلام ، بل قد يستفاد ذلك ايضا من وضع الآيات موضع الهدى المفسّر به عليهالسلام ، ولا تظننّ
__________________
(١) الحج : ٥٧.
(٢) بحار الأنوار ج ٥٣ ص ٥٤ ح ٣١ عن تفسير القمي.