بالأفلاك وهي مساكن الأفلاك ، ومن رفعه الله تعالى الى سمائه من أنبيائه وحججه عليهمالسلام انتهى (١).
وهو مع شذوذه مردود بالاخبار الكثيرة كالخطبة العلوية المذكورة في «النهج» وفيها : ثمّ أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبّها وأدام مربّها واعصف مجراها وأبعد منشأها فأمرها بتصفيق الماء الزّخّار وآثارة موج البحار فمخضته مخض السقاء وعصفت به عصفها بالفضاء ، تردّ أوّله على آخره وساجيه على مائرة ، حتى عبّ عبابه ورمى بالزبد ركامه ، فرفعه في هواء منفتق ، وجوّ منفهق ، فسوى منه سبع سماوات جعل سفلاهن موجا مكفوفا ، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد يدعمها ، ولا دسار ينظمها ، ثمّ زينتها بزينة الكواكب ، وضياء الثواقب ، فأجرى فيها سراجا مستطيرا وقمرا منيرا في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر ، ثم فتق ما بين السماوات العلى فملأهن أطوارا من ملائكته منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون (٢) ، الخطبة.
حيث دلت على أن السماوات هي المجاري للكواكب والمساكن للملائكة والاخبار بهذا المعنى كثيرة جدا ، وورد أنّ زحل مطلعه في السماء السابعة ، وأنّه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا (٣) وانّ الشمس في السماء الرابعة إلى غير ذلك ممّا يدل على ما ذكرناه فلا اشكال فيه وان اختلفوا في أنّ المراد بالفلك هل هو نفس السماء؟ أو المجرى أو المنطقة أو غيرها ممّا لا يهمنا البحث عنه في المقام إنّما الكلام فيما ذكره الرياضيون من الترتيب بين الأفلاك الكليّة واثبات أفلاك
__________________
(١) كنز الفوائد ج ٢ ص ١٠١ ـ ١٠٢.
(٢) نهج البلاغة الخطبة الاولى ص ١.
(٣) البحار ج ٥٨ ص ٢٢٠.