جزئية للحركات السبع المشهورة واثبات فلكين اخرين مضافا إليها فانّها عندهم تسع ، سبع منها للسبعة السيّارة على الترتيب المشهور ، وثامنها فلك الثوابت وتاسعها فلك الأفلاك المحرك لجميعها حركة يوميّة سريعة شرقيّة واستندوا في ذلك إلى جملة من المشاهدات والحدسيات والأصول الطبيعية التي لم يقم على كثير منها برهان ، وبالجملة فإنّهم لم يأتوا بدليل متين أو بسلطان مبين فيما اتفقوا عليه واختلفوا فيه من اعداد الأفلاك قلة وكثرة ، نعم دلّ صريح الكتاب وهو الحجة بأنّها سبعة فجعلوها للكواكب السبعة التي أحسوا باختلاف حركتها طولا في الجميع وعرضا في غير الشمس ، فانّ لها الميل وهي النيّران والخمسة المتحيرة التي فسر بها قوله تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ) (١) في العلوي (٢) المروي في «المجمع» وغيره وجعلوا أدناها للقمر وأعلاها لزحل والبواقي على الترتيب المشهور وفي بعض الأخبار دلالة على بعضها مثل ما روي عن الصادق عليهالسلام من أنّ زحل مطلعه في السماء السابعة وأنّه ثقب بضوئه حتى أضاء في السماء الدنيا فمن ثم سماه الله النجم الثاقب (٣) والعلوي المتضمن للخمسة المتحيرة على الترتيب الذكري الدال على كونها كذلك حيث قال عليهالسلام : أنّ الخنّس خمسة أنجم زحل والمشتري والمريخ والزهرة وعطارد (٤) ، إلّا أنّهم استندوا فيما ذكروه من الترتيب إلى وجهين :
الأوّل الكسف فإنّ الكوكب الأسفل يكسف الأعلى في المقارنة المرئية بحسب عين الناظر وإن لم تكن باعتبار المركز ويعرف الكاسف بلونه الغالب ككمودة زحل ودريّة المشتري وحمرة المريخ وبياض الزهرة وصفرة عطارد ثمّ
__________________
(١) التكوير : ١٥.
(٢) مجمع البيان ج ٥ ص ٤٤٦.
(٣) البحار ج ٥٨ ص ٢٢٠.
(٤) بحار الأنوار ج ٥٨ ص ٢٢٠.