عزوجل : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) (١). (٢)
وفيه بالإسناد عن الحسين الأشقر قال : قلت لهشام بن الحكم ما معنى قولكم : إنّ الامام لا يكون إلّا معصوما؟ قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذلك فقال عليهالسلام : المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله قال الله تعالى : (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٣). (٤)
وفي «العلل» و «المعاني» و «الأمالي» بالإسناد عن ابن أبي عمير قال : ما سمعت ولا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي ايّاه شيئا أحسن من هذا الكلام في عصمة الامام عليهالسلام فانّي سألته يوما عن الإمام أهو معصوم؟ قال : نعم ، قلت له : فما صفة العصمة فيه؟ وبأيّ شيء تعرف؟ قال : إنّ جميع الذّنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها : الحرص والحسد والغضب والشهوة ، فهذه منتفية عنه.
لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدّنيا وهي تحت خاتمه ، لأنّه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص؟
ولا يجوز أن يكون حسودا لأنّ الإنسان إنّما يحسد من هو فوقه وليس فوقه أحد فكيف يحسد من هو دونه.
ولا يجوز أن يغضب لشيء من أمور الدنيا إلّا أن يكون غضبه لله عزوجل فانّ الله عزوجل قد فرض عليه إقامة الحدود ، وان لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا رأفة في دينه
__________________
(١) الإسراء : ٩.
(٢) بحار الأنوار ج ٢٥ ص ١٩٤ عن المعاني ص ٤٤.
(٣) آل عمران : ١٠١.
(٤) البحار ج ٢٥ ص ١٩٤ ص ٤٤.