المواضع الشريفة أو مطلقا وظاهر الأصحاب تحريم ذلك حتى قال ابن إدريس : انّه بدعة في شريعة الإسلام سواء كان النقل إلى مشهد او غيره مضافا إلى ظهور اتّفاقهم على حرمة النبش بعد الدفن.
وثانيها : انّه قد ورد في جملة من الأخبار أن الأنبياء والأوصياء صلىاللهعليهوآله يرفعون بعد الدفن بأبدانهم من الأرض.
ففي «الكافي» و «الفقيه» و «التهذيب» وغيرها عن زياد بن أبي الحلال عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما من نبيّ او وصيّ (١) نبيّ يبقى في الأرض اكثر من ثلاثة ايّام حتّى يرفع بروحه ولحمه وعظامه (٢) إلى السّماء وإنّما يؤتى موضع آثارهم ويبلّغونهم عن بعيد السّلام ويسمعونهم في مواضع آثارهم عن قريب (٣).
وفي «التهذيب» عن عطيّة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لا تمكث جثّة نبيّ ولا وصيّ نبيّ في الأرض أكثر من أربعين يوما (٤).
الى غير ذلك ممّا يدلّ على انّهم يرفعون بأبدانهم العنصريّة من الأرض إلى السّماء بعد ثلاثة ايّام أو أربعين يوما او غيرها مع أنّ الظّاهر من الأخبار المتقدّمة بقاؤهم فيها إلى أن نقلوا من مدفنهم إلى غيره بعد سنين عديدة.
ثالثها : انّ ظاهر الاخبار المتقدّمة أنّ الأرض تأكل من أبدانهم وتفرّق بين
__________________
(١) في نسخة : ولا وصى نبيّ.
(٢) في البحار : وعظمه.
(٣) بصائر الدرجات ص ٤٤٥ ح ٩.
(٤) بحار الأنوار ج ١٠٠ ص ١٣٠.