عليه دليل ، وغاية ما يستفاد من الأخبار : انّ المؤمن إذا مات جعل الله روحه في النشأة البرزخيّة في قالب كقالبه في الدّنيا بحيث لو رأيته لقلت : فلان ثمّ ينقل إلى وادي السّلام وانّهم يجلسون حلقا حلقا يتحدّثون ويتنعّمون ، وايضا فتصريح الخبر برفع اللحم والعظم لا ينطبق إلّا على الجسد العنصري ، لأنّ إثبات ذلك للجسد الثاني لا يخلو عن تمحل وتعسّف لدلالة الخبرين على الرّفع بالأبدان العنصريّة كما يدلّ عليه أيضا.
ما رواه الشيخ في «التهذيب» عن سعد الإسكاف قال : حدّثني أبو عبد الله عليهالسلام قال : انّه لما أصيب أمير المؤمنين عليهالسلام قال للحسن والحسين عليهماالسلام : غسّلاني وكفّناني وحنّطاني واحملاني على سرير واحملا مؤخّره تكفيان مقدّمه ، فإنكما تنتهيان إلى قبر محفور ولحد ملحود ولبن موضوع فالحداني ، واشرجا اللبن عليّ وارفعا لبنة ممّا يلي رأسي فانظرا ما تسمعان ، فأخذ اللّبنة من عند رأسه فإذا ليس في القبر شيء ، وإذا هاتف يهتف :
أمير المؤمنين كان عبدا صالحا لله فألحقه الله بنبيّه ، وكذلك يفعل بالأوصياء بعد الأنبياء حتّى لو أنّ نبيّا مات في المشرق ومات وصيّه في المغرب لألحق الوصيّ بالنبيّ (١).
أقول : وفيه انّ الأجسام المثاليّة في هذا العالم ممّا لا مساغ لأحد إلى إنكارها بعد ما دلّت الآيات الآفاقيّة والأنفسية على ثبوتها فانّ النّائم يرى فيما يراه انّه قد
__________________
(١) فرحة الغري ص ٢ وص ٢٢.