ضرب في الأرض ودخل البلاد وتكلّم مع كثير من الأشخاص وشاهدهم وسمع منهم مع أنّ بدنه العنصري متدثّر بدثار النوم في بيته ، وربما يكون كثيرا ممّا رآه موافقا لما في الواقع إمّا تطبيقا او تأويلا وتحويلا ، بل ربما يرى الأشخاص الكثيرة من الأحياء والأموات ، ويتكلّم معهم ويستفيد ممّا عندهم مع أن الأبدان العنصريّة لتلك الأشخاص غير مشاهد له قطعا ولعلّها صارت عظاما ورفاتا ، وهو يراهم في صورة الأحياء الّذين يشافههم ويناظرهم ، وحمل الّرؤيا على مجرّد الخيال من خيالات الفلاسفة ، إذ الظّاهر من الشرع واهله كونها بالأبدان المثاليّة للرّائي والمرئي على ما تأتي إليه الإشارة.
بل ربما يدلّ عليه النبوي المستفيض من طريق الفريقين : من رآني فقد رآني فانّ الشيطان لا يتشبّه بي.
وفي خبر آخر : لا يتمثّل بي. وفي ثالث : من رآني في النّوم فقد رآني فانّه لا ينبغي للشيطان أن يتمثّل في صورتي.
وفي رابع : من رآني فقد رأى الحقّ فإنّ الشيطان لا يتراءى بي.
وفي خامس : رواه الرضا عليهالسلام عنه صلىاللهعليهوآله : من رآني في منامه فقد رآني لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من اوصيائي ولا في صورة احد من شيعتهم (١).
فانّ الظّاهر منه باختلاف ألفاظه انّها إنّما تكون بالتمثل والتشبّه ومعناه تعلّق
__________________
(١) امالي الصدوق ص ٦٤ وعنه البحار ج ٤٩ ص ٢٨٣.