الرؤيا حال الرّؤيا بالصورة والمثال من جهة المرئي.
وأما كونه من جهة الرّائي من جهة المثال فواضح ، هذا مضافا إلى الشّواهد الكثيرة الدّالّة على ثبوتها من الأخبار والاعتبار على ما نشير إليها في تفسير الآيات المتعلّقة بأحوال البرزخ والمعاد ولذا يعزى القول بها إلى كثير من المسلمين.
قال شيخنا المجلسي (رحمهالله) في جملة كلام له : انّ الرّوح يتعلّق في البرزخ بالأجساد المثاليّة اللطيفة الشبيهة بأجسام الجنّ والملائكة المضاهية في الصّورة للأبدان الأصليّة ثمّ قال : إنّه وإن كان يمكن تصحيح بعض الأخبار بالقول بتجسّم الروح ايضا بدون الأجسام المثالية ، لكن مع ورود الأجساد المثالية في الأخبار المعتبرة المؤيّدة بالأخبار المستفيضة لا محيص عن القول بها إلى أن قال : وقد قال به كثير من المسلمين كشيخنا المفيد قدّس الله روحه وغيره من علمائنا المتكلّمين والمحدّثين ، بل لا يبعد القول بتعلّق الرّوح بالأجساد المثاليّة عند النّوم ايضا كما يشهد به ما يرى في المنام ، وقد وقع في الاخبار تشبيه حالة البرزخ وما يجري فيها بحالة الرّؤيا وما يشاهد فيها ، بل يمكن أن يكون للنفوس القويّة العالية أجساد مثاليّة كثيرة كأئمّتنا صلوات الله عليهم حتّى لا نحتاج إلى بعض التأويلات والتّوجيهات في حضورهم عند كلّ ميّت وسائر غرائب أحوالهم من عروجهم إلى السموات كلّ ليلة جمعة وغير ذلك (١).
ثمّ انّ من جميع ذلك وغيره يظهر لك ضعف ما ذكره المحدّث المذكور في
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٦ ص ٢٦٩.