ففيه انّه غير صالح لمعارضة ما سمعت من الأخبار المشتملة على الصّحاح وغيرها بعد شهرتها بين الطائفة بل بين مخالفينا ايضا كما مرّ مضافا إلى شهادة العيان بصدقها سيّما مع ضعف الخبر المذكور سندا.
وربما أجاب عنه الشيخ الأمجد الاحسائي مرّة بأنه يحتمل أن يكون ذلك الخبيث قطعه من جسد ذلك النّبي عليهالسلام وكشط ما به من اللّحم ، واخرى بأن يكون معنى قوله في تلك الاخبار ان جسده لا يبلى ولا تأكله الأرض أي لا تفني منه شيئا وان تفكّك واختلّت بنيّته فهذه باقية إذ لا عرض فيها لأنّه عليهالسلام صفاها في الدّنيا كمال التّصفية فجسده كالذّهب الصّافي وان تفرّق بالتقطيع والمبرد لا يفنى منه شيء بل إذا جمعته وأذبته رجع بكماله.
أقول وفيهما نظر امّا الأوّل فلانّ جسد نبيّ من الأنبياء لم يبق في الأرض في زمان العسكري حتّى يقطعه الخبيث ويكشط ما به اللّحم إلّا أن يبنى على شيء من الوجوه المتقدّمة من تأخير الرّفع او تعقيبه بالنزول او غيرهما وهو غير واضح.
وامّا الثّاني : فلأنّه لا وجه لصرف تلك الأخبار عن ظاهرها وارتكاب التّأويل فيها ومجرّد صفاء أبدانهم من الكدورات والعوارض الدّنيويّة لا يقضي بارتكاب التّأويل فيها بل هو ممّا يقتضي حملها على ظواهرها فانّ التفكيك واختلال البنية لا يمكن تطرقه إلى شيء من الأبدان إلّا باستيلاء المؤثرات الخارجة عليها وانفعال تلك الأبدان منها والمؤثّر الخارجي في المقام إنّما هي الأرض الّتي تبلي الأبدان وتعيدها رفاتا وفتاتا ، وبالجملة فلا وجه لردّ تلك الاخبار ، بل في ردّها ردّ أخبار الرّفع ايضا.