فأمر بهدمه فحفر القبر فرآه بكفنه لم يتغيّر ومدفون معه أخر صغير بكفنه ايضا فأمر بدفنه وبنى عليه قبّة ، ويقال : إنّ بعض حكّام بغداد أراد نبش قبر سيّدنا ابي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام وقال : إنّ الرافضة يدّعون في أئمّتهم انّهم لا تبلى أجسادهم بعد موتهم وأريد أن أكذّبهم فقال له وزيره : إنّهم يدّعون في علمائهم ايضا ما يدّعونه في أئمتهم وهنا قبر محمد بن يعقوب الكليني من علمائهم فأمر بحفره فإن كان على ما يدّعونه عرفنا صدق مقالهم في أئمّتهم وإلّا تبيّن كذبهم ، فلما حفروا قبره وجدوه بكفنه كما مرّ ، بل قد وقع مرّات كثيرة بالنّسبة إلى الشهداء والعلماء وسائر المؤمنين وقد اتّفق في عصرنا أن انهدم قبر الشيخ الصّدوق محمد بن عليّ بن بابويه بالري فرأوه بكفنه لم يتغيّر أصلا ، ورآه خلق كثير من أهل طهران ومن الزّوار والقوافل إلى أن أمر السلطان محمّد شاه غفر الله له بتعمير قبّته على ما هو عليه الآن ، وقد حدّثني جمع كثير من الثقات أنّهم رأوا بدنه الشريف.
وأمّا ما يقال : من أنّ هذا كلّه معارض بما روي من انّه كان رجل ذميّ في زمن الامام العسكري عليهالسلام وانّه كان يمدّ يده إلى السّماء فيقع المطر حتّى اضطرب بعض المسلمين فأرسل المتوكّل لعنه الله إلى العسكري عليهالسلام ان أدرك دين جدّك فلمّا حضر عليهالسلام قال للرّجل أدع فلمّا مدّ يده قبض عليها الامام عليهالسلام وأخذ منها عظما فقال له أدع ان كنت صادقا فلمّا دعا لم ينزل المطر ، فقال عليهالسلام : إنّ هذا عظم نبيّ من أنبياء الله وما كشف عظم نبيّ تحت السّماء إلّا وقع المطر (١).
__________________
(١) منقول المعنى ومصدره مناقب إلى أبي طالب ج ٤ ص ٤٢٥ ومختار الخرائج ص ٢١٤ وعنهما البحار ج ٥٠ ص ٢٧٠ ح ٣٧ وأخرجه في كشف الغمّة ج ٣ ص ٣١١.