الإيمان به.
قال : وهذا وجه وجيه تلتئم عليه الأخبار من غير تأويل ولا خروج عن ظواهر ألفاظها.
وأمّا الجمع بين خبري الثلاثة والأربعين فيمكن حمل الأوّل على اقل المدّة ، والثاني على أكثرها ، ولعلّ ذلك بتفاوت مراتبهم عنده سبحانه.
أقول : وهذا الوجه لا بأس به ، وان كان فيه خروج عن ظاهر لفظ الخبر ، وغيره من الأخبار الدالّة على دفن آدم ، وانّه لا يمكث جثّة من نبيّ ولا وصيّ نبيّ في الأرض اكثر من كذا وكذا.
ومنه يظهر ضعف ما ادّعاه من قيام الأخبار عليه من غير تأويل ولا خروج عن ظواهرها.
وعن الثّالث : أنّ المراد بالعظام في الخبرين تمام البدن باجزائه تسمية للكلّ باسم الجزء الّذي به قوامه كاطلاق الرّقبة على الإنسان فإنّ العظام دعامة البدن وأشرف ما فيه من وجه حتّى أنّ جميعها يقوم مقام الجسد في الاحكام من وجوب الصّلوة على جميع عظام الميّت إذا وجدت وكون الإطلاق مجازيّا لا بأس به بعد دلالة الأخبار المستفيضة على أنّ الأرض لا تأخذ من جسدهم بل ولا من جسد شيعتهم بل هو المشاهد أيضا في كثير من الأزمنة حيث نبشوا قبور بعض المؤمنين فوجدوه غضّا طريّا بعد أن مضى من وفاتهم أعصار طويلة فمن ذلك ما يحكى عن روضة العارفين نقلا عن بعض الثقات المعاصرين له انّ بعض حكّام بغداد رأى بناء قبر شيخنا أبي جعفر الكليني عطّر الله مرقده فسأل عنه فقيل : إنّه قبر بعض الشيعة