قال المجلسي قدسسره في البحار : (وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) قيل : الرهبة خوف معه تحرّز ، ويدلّ على أنّ المؤمن ينبغي ألّا يخاف أحدا إلّا الله (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) (١) ، أي بالإيمان واتباع الحق والإعراض عن الدنيا ، وقيل : الرهبة مقدّمة التقوى. (٢)
وفي «الخصال» : أنواع الخوف خمسة : خوف ، وخشية ، ووجل ، ورهبة ، وهيبة ، فالخوف للعاصين ، والخشية للعالمين ، والوجل للمخبتين ، والرهبة للعابدين ، والهيبة للعارفين.
أما الخوف فلأجل الذنوب ، قال الله عزوجل : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) (٣) ، والخشية لأجل رؤية التقصير ، قال الله عزوجل (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) (٤).
وأما الوجل فلأجل ترك الخدمة قال الله عزوجل (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) (٥). والرهبة لرؤية التقصير قال الله تعالى : (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) (٦) يشير الى هذا المعنى. (٧)
__________________
(١) البقرة : ٤١.
(٢) بحار الأنوار : ج ٧٠ ص ٣٣١ ـ ٣٣٢.
(٣) الرحمن : ٤٦.
(٤) فاطر : ٢٨.
(٥) حج : ٣٥.
(٦) آل عمران : ٢٩ و ٣٠.
(٧) الخصال : ٢٨١.