كالصلاة والصيام ، وقد قال تعالى : (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً).
وروى ابن عباس : أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «معلموا صبيانكم شراركم أقلّهم رحمة باليتيم وأغلظهم على المسكين».
وروى أبو هريرة ، قال : قلت : يا رسول الله ما تقول في المعلّمين؟
قال : «درهمهم حرام ، وثوبهم سحت ، وكلامهم رياء».
وروى عبادة بن الصامت (١) قال : علّمت ناسا من أهل الصفة القرآن والكتابة ، فأهدى إليّ رجل منهم قوسا ، فقلت : ليست بمال وأرمي عنها في سبيل الله ، فسألت عنها رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : إن سرّك أن تطوّق بها طوقا من نار فاقبلها.
وأجاز أخذ الأجرة على تعليم القرآن مالك ، والشافعي ، وأحمد (٢) ، وأبو ثور (٣) واكثر العلماء لقوله عليهالسلام في حديث ابن عبّاس ـ حديث الرقيّة ـ : إنّ أحقّ ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله ، أخرجه البخاري وهو نصّ يرفع الخلاف ، فينبغي أن يعوّل عليه.
وأمّا ما احتجّ به المخالف من القياس على الصلاة والصوم ففاسد ، لأنّه في
__________________
(١) عبادة بن الصامت بن قيس الانصاري الخزرجي أبو الوليد صحابي شهد العقبة ، وكان أحد النقباء ، وبدرا ، وسائر المشاهد مات بالرملة ، أو بيت المقدس سنة (٣٤) ه ، الأعلام : ج ٤ ص ٣٠
(٢) هو أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروني الأصل المولود سنة (١٦٤) والمتوفى سنة (٢٤١) ببغداد.
(٣) هو ابو ثور ابراهيم بن خالد الكلبي البغدادي الفقيه أحد الأعلام ، تفقّه بالشافعي ، وسمع من ابن عيينة وغيره توفي سنة (٢٤٠) ه ، العبر : ج ١ ص ٤٣١ ـ الأعلام : ج ١ ص ٣٠.