وقلّة البناء على فعأل فلا يرتكب مثله إلّا لظهور الاشتقاق كما في شمأل ، مضافا إلى ظهور المناسبة ، وعدم اطّرادها على فرضه غير قادح.
والمراد بهم هذا الخلق المعروف الذين هم أجسام نورانية على ما تأتي إليها الإشارة ، والجعل إمّا بمعنى الخلق أو بمعنى الصيرورة ، فله مفعولان دخل على المبتدأ والخبر ، «في الأرض خليفة» عمل جاعل فيهما لكونه بمعنى الاستقبال معتمدا على المسند اليه ، وهو ضمير المتكلم في أنّي ، و «الخليفة» فعيلة من استخلف في الأمر مكان من قبله فكانّه خلف غيره وقام مقامه ، كما أن الامام مأخوذ من الأمّ الذي هو القصد ، أو من الامام لتقدمه فهو المتقدّم الذي يقتدى به ، وزيدت الهاء للمبالغة.
والمراد به خصوص آدم لأنه كان خليفة الله في أرضه في عمارة الأرض ونشر الشرائع والأحكام وتكميل الأنام وسياستهم وتنفيذ أمره فيهم.
أو لأنه خليفة من سكن الأرض قبله من الملائكة حيث كانوا يعبدون الله في الأرض فلما قال لهم : إنّي جاعل في الأرض خليفة بدلا منكم ورافعكم منها اشتدّ ذلك عليهم لأنّ العبادة عند رجوعهم الى السماء تكون أثقل عليهم ، كما في تفسير الإمام عليهالسلام (١).
أو من بني الجان والنسناس وغيرهم ممّن سكن الأرض واشتغل بالسفك والإفساد فأكلوا رزقه وعبدوا غيره.
وأنّ المراد به هو الخاتم لاختصاصه بالخلافة الكليّة المحمّدية ولذا نكره تعظيما له وتفخيما لشأنه.
__________________
(١) تفسير البرهان ج ١ ص ٧٣ عن تفسير الامام العسكري عليهالسلام.