على حسب الحكم والمصالح ، ولهم حركات صعودا وهبوطا وكان يراهم الأنبياء والأوصياء عليهمالسلام.
قال : والقول بتجرّدهم وتأويلهم بالعقول والنفوس الفلكيّة والقوى والطبائع ، وتأويل الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة ، تعويلا على شبهات واهية واستبعادات وهميّة زيغ عن سبيل الهدى واتباع لأهل الغواية والعمى.
أقول ويمكن أن يقال : إنّ روحانيّتهم لا تنافي تجسّمهم متى شاءوا باذن الله سبحانه ، إلّا أنّ الظّاهر من الأخبار كونهم أجساما متحيّزة مثل ما ورد عن الصادق عليهالسلام من أنّه ليس في السّماء موضع قدم إلّا وفيها ملك يسبّحه ويقدّسه ، ولا في الأرض شجر ولا مدر إلّا وفيها ملك موكّل بها يأتي الله كلّ يوم بعملها والله أعلم بها ، وما منهم أحد إلّا ويتقرّب كلّ يوم إلى الله تعالى بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبّينا ويلعن أعدائنا (١).
وفي «التوحيد» و «الخصال» أنّه سئل مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام عن قدرة الله جلّت عظمته فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثمّ قال : إنّ لله تبارك وتعالى ملائكة لو أنّ ملكا منهم هبط إلى الأرض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته ومنهم من لو كلّفت الجنّ والانس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته وكيف يوصف من ملائكته من سبعمائة عام ما بين منكبيه وشحمة أذنيه ، ومنهم من يسدّ الأفق بجناح من أجنحته دون عظم يديه ، ومنهم من السماوات إلى
__________________
(١) بصائر الدرجات : ص ٨٩ بحار الأنوار : ج ٢٤ ص ٢١٠ ح ٧.