الأنواع والنفوس المفارقة السماوية ، والجواهر العقليّة القادسة بطبقات أنواعها وأنوارها ، ومنها روح القدس النّازل بالوحي النّافث في أرواح أولى القوّة القدسيّة باذن الله سبحانه.
وقال الصّدر الأجل بعد الإشارة إلى دعاء الصحيفة المشتمل على اصناف الملائكة وقبائلها : إنّ قوله «اللهم وحملة عرشك» إشارة إلى الملائكة المقرّبين والجواهر المقدّسين الواقعين في سلسلة العقول المفارقة ، وقوله : «والرّوح الذي هو على ملائكة الحجب والرّوح الّذي هو من أمرك» إشارة إلى الأرواح المهيمنة الذين يستغرقون في شهود جمال الأزلية وليس لهم رسالة من الله إلى خلقه ، ولذا سمّاهم بالرّوح ولم يطلق عليهم اسم الملك لأنّه مشتقّ من الألوكة بمعنى الرّسالة وكلّ روح مفارق لا رسالة له فهو ليس بملك وانّما هو روح فقط ، وقوله : «على الملائكة الّذين من دونهم» إشارة إلى الملائكة الموكّلين بالاجرام السّماوية والنفوس المدبرة للجواهر الفلكيّة والكوكبيّة ، قوله : «وعلى الروحانيين من ملائكتك» اشارة إلى الملائكة العقليّة الواسطة في سلسلة اسباب الوجود بينه وبين ملائكة السّماء ولهذا قال في الدّعاء : «وأسكنتهم بطون أطباق سماواتك» فانّ بطون أطباق السماوات هي نفوسها المحركة لها إذ لكلّ نفس فلكي جوهر عقلي مفارق مسكنه قلب ذلك الفلك ونفسه الناطقة كما أنّ قلب المؤمن بيت الله اي نفسه الناطقة مكان معرفة الله سبحانه وقوله : «وخزّان المطر» آه إشارة إلى ملائكة الأرضين وهم مبادئ الصّور النّوعيّة للأنواع الطّبيعية العنصريّة ، فكلّ ملك من جنس ما يدبّره ويحرّكه باذن الله تعالى وأمره : فملك الرّياح من باب الرّياح ، وملك الأمطار من باب الأمطار ، وملك الجبال