أنت كذلك والحمد لله إنّ الله عزوجل قال في كتابه : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (١) والخليفة المجعول فيها آدم عليهالسلام وقال عزوجل (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) (٢) فهو الثّاني وقال عزوجل حكاية عن موسى قال لهارون (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ) (٣) فهو هارون إذا استخلفه موسى عليهالسلام في قومه وهو الثّالث وقال عزوجل : (وَأَذانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ) (٤) وكنت أنت المبلغ عن الله عزوجل وعن رسوله وأنت وصيّي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عنّي وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي فأنت رابع الخلفاء كما سلّم عليك الشيخ أولا تدري من هو؟ قلت : لا قال : هو أخوك الخضر عليهالسلام (٥).
والخلافة بهذا المعنى ثابتة للأئمّة الطاهرين صلّى الله عليهم أجمعين سيّما قائمهم وخاتمهم عجّل الله فرجه فانّه المضطر الذي يجاب إذا دعى ، ويكشف السّوء ويجعله خليفته في أرضه واليه الإشارة بقوله : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (٦) وهو الموعود بالخلافة والتمكين في قوله : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ
__________________
(١) البقرة : ٣٠.
(٢) ص : ٢٦.
(٣) الأعراف : ١٤٢.
(٤) التوبة : ٣.
(٥) عيون الاخبار : ج ٢ ص ٩ ـ ١٠.
(٦) النمل : ٦٢.