في أرضي على خلقي ولذا قالت الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها كما أفسد هؤلاء المردة من الجنّ والنّسناس الذين كانوا في الأرض ويسفك الدّماء كما فعل هؤلاء ويتحاسدون ويتباغضون فاجعل ذلك الخليفة منّا فانّا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدّماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك قال تبارك وتعالى إنّي أعلم ما لا تعلمون إنّي أريد أن أخلق خلقا بيدي واجعل في ذريّته الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصّالحين وأئمّة مهديّين واجعلهم خلفاء على خلقي في ارضي يهدونهم إلى طاعتي وينهونهم عن معصيتي واجعلهم حجّة لي عليهم عذرا ونذرا الخبر (١) على ما يأتي إن شاء الله ، حيث أنّ الظاهر منه ارادة الخلافة على الوجه المذكور وهو المراد ايضا في قوله : (وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) (٢) ، وقوله : (يا داوُدُ إِنَّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) (٣).
ولذا ورد أنّ مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام رابع الخلفاء ، ففي «العيون» وغيره عن مولانا ابي الحسن الرّضا عليهالسلام عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين قال بينا أنا أمشي مع النّبي صلىاللهعليهوآله في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طوال كثّ اللحية طويل ما بين المنكبين فسلّم على النّبي صلىاللهعليهوآله ورحّب به ثمّ التفت إليّ وقال السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته أليس هو كذلك يا رسول الله فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله بلى ثمّ مضى فقلت : يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له قال صلىاللهعليهوآله :
__________________
(١) كنز الدقائق : ج ١ ص ٣٣٠ ـ ٣٣١ عن تفسير علي بن ابراهيم.
(٢) الأعراف : ١٤٢.
(٣) ص : ٢٦.