.................................................................................................
______________________________________________________
أي شرط فهي ـ مع انها موجودة بوجود واحد ـ أجزاء ، فلا بد وان تلحظ غير آبية عن هذا الاتحاد والموجودية بوجود واحد ، ولهذا يسمون هذه الأجزاء الملحوظة من هذه الجهة بالأجزاء التحليلية لفرض كونها موجودة بوجود واحد ، فالعقل مع كونه يراها موجودة بوجود واحد يحللها إلى جزءين ويعبّرون عنهما بالجنس والفصل ، ويقولون ان الجنس هو اللامتعيّن في مقام وجوده المتعيّن بوجود الفصل ويسمونها بالأجزاء التحليلية لفرض كونها أجزاء لما هو موجود بوجود واحد بلحاظ هذه الوحدة في الوجود ، فلا بد وأن تكون تحليلا لهذا الواحد وجودا ، واذا لوحظت هذه الأجزاء بما انها لكل منها وجود إذ المفروض كونها لها تركيب في الخارج ـ فلكل من هذه الأجزاء المركبة في الخارج وجود يختصّ به ، ولذا يقال : الهيولى موجودة في الخارج والصورة موجودة في الخارج ، فلحاظها بما ان لكل منها وجودا يخصّه وإن كان لمجموعها وجود واحد الّا أنه لكل واحد من الأجزاء حيثية وجود غير حيثية وجود الجزء الآخر فاذا لوحظت هذه الحيثيات بما أنها مختصّة بكل واحد وأن لكل واحد حيثية من هذا الوجود غير الحيثية الأخرى ـ كان ذلك سببا لأن تكون ملحوظة بشرط لا ، لفرض لحاظ كل منها بحيثيته المختصّة به ، ولا إشكال ان حيثيته المختصّة به غير الحيثية الأخرى المختصّة بالآخر فقد لوحظت منفردة وان لكل منها تحققا غير تحقق الآخر ، فهي بهذا اللحاظ بشرط لا وهي بهذا اللحاظ غير متحدة وكل منها غير الجزء الآخر ، لأن له حيثية وجود غير حيثية وجود الآخر وغير حيثية وجود الكل ، ولذا لا يصح حملها بعضا على بعض ولا بعضها على الكل ، فلا يقال : البدن نفس ، ولا النفس بدن ، ولا البدن انسان وانما يصح حملها مجتمعة على الكل فيصح ان يقال : الانسان نفس وبدن ، فالبشرطلائية في الهيولى والصورة انما هي في قبال اللابشرطية في الأجزاء التحليلية التي هي الجنس والفصل المنظور لحيثية اتحادها ، ولذا يصح حمل بعضها على بعض وعلى الكل فيصح ان تقول : الناطق حيوان ، والناطق انسان وبالعكس فيهما.