فتأمل (١).
______________________________________________________
المنطبق عليه ، واخرى لكونه مقدمة لما هو الحسن ، وليس غرضهم بيان الفرق من حيث كون الداعي إلى الايجاب تارة محبوبية ذاته واخرى المصالح والغايات الخارجة عنه ـ فيرد عليهم ما اورده في التقريرات : من ان جل الواجبات النفسية انما وجبت لأجل الغايات المترتبة عليها الخارجة عنها.
وبما احتملنا : من كون مرادهم من قوله لنفسه هو العنوان الحسن ، ومن قولهم لغيره هو كونه مقدمة لما هو الحسن ـ يندفع عنهم ما اورده عليهم في التقريرات ، والى هذا أشار بقوله : «فلا يتوجه عليه» : أي على تفسير القوم وتعريفهم للواجب النفسي بانه ما امر به لنفسه وللواجب الغيري ما امر به لاجل غيره ما اورد عليهم «فلا يتوجه عليه» : أي لا يتوجه على التعريف المذكور للقوم «الاعتراض بان جل الواجبات» إلى آخر كلامه ، وهذا هو اعتراض صاحب التقريرات على تعريف القوم ، وقد عرفت انه يندفع عنهم بما احتملنا وفسرنا به تعريفهم.
(١) يمكن ان يكون إشارة إلى امور :
ـ منها : ان ما ذكره بقوله «والاولى» لا يتم في الواجبات التي كان من المسلم انها نفسية وكان وجوبها لأجل ما يترتب عليها من المصالح والغايات الخارجة عنها ، كوجوب دفن الميت الذي علم ان وجوبه انما هو لحفظ كرامته مما يحل به من التشويه والتفسخ بعد الموت ولأجل ما يلزم من عدم دفنه من الاضرار بالغير من تعفنه ورائحته.
ـ ومنها : ان العناوين الحسنة المنطبقة على هذه الواجبات هي ـ أيضا ـ ليست ذاتية لها بل عارضة والعناوين العارضة كالمصالح والفوائد والغايات الخارجة عنها المترتبة عليها ، لأن عنوان الحسن بالذات ينحصر في عنوان العدل والاحسان ، كما ان عنوان القبح الذاتي ينحصر في الظلم والعدوان ، وما بقى من الاشياء انما تكون حسنة لانتهائها إلى ما هو الحسن بالذات والقبيح بالذات.