.................................................................................................
______________________________________________________
وحيث ان المقدمة التي يتوقف عليها الواجب على نحوين : بعضها اختيارية وهي التي يكون آخر جزء منها هو الارادة التي يتعقبها وجود ذي المقدمة فيتوسط بين وجود ذي المقدمة ووجود مقدماتها الارادة وهي المسماة بالمقدمات المباشرية الاختيارية. أو النحو الثاني هي المقدمات التي يتعقبها ذو المقدمة من دون توسط ارادة بينه وبين مقدماته وهي المسماة بالاسباب التوليدية كالاحراق المترتب على الالقاء في النار.
وقد اتضح مما ذكرنا : ان ترتب ذي المقدمة على المقدمات ليس اثرا لكل واحدة منها بل هو اثر مجموعها ، وهناك شيء آخر يكون هو اثرا لكل واحدة من هذه المقدمات ، وهو ان لكل مقدمة من هذه المقدمات اثرا يخصها وهو سد عدم ذي المقدمة من ناحيته. ومن الواضح ان كل مقدمة إذا وجدت فقد سد عدم ذي المقدمة من هذه الناحية ولا ربط لسد العدم من ناحية مقدمة بسد العدم لذي المقدمة من ناحية اخرى ، ولازم هذا ان يكون لكل مقدمة وجوب غيري في عرض الوجوب الغيري الآخر المتعلق بالمقدمة الاخرى.
فاذا عرفت هذا نقول : الداعي إلى ايجاب المقدمة ان كان هو الاثر المترتب على مجموعها فلا بد من الالتزام بوجوب خصوص المقدمة الموصلة ولا مناص عنه ، وان كان الداعي إلى ايجاب المقدمة هو سد العدم من ناحيتها فلا بد من كون الواجب هو المقدمة التي بها يسد عدم ذي المقدمة من هذه الناحية سواء سدّ عدم ذي المقدمة من ناحية مقدمة اخرى ام لا ، ولازم هذا عدم اختصاص الوجوب المقدمي بخصوص المقدمة الموصلة.
وادعى المصنف ان الغرض الداعي إلى ايجاب المقدمة هو الثاني وهو سد العدم فانه إلى ما ذكرنا يرجع قوله : «وليس الغرض من المقدمة الا حصول ما لولاه لما امكن حصول ذي المقدمة» فإن امكان حصول ذي المقدمة بعد حصول المقدمة مرجعه إلى كون الاثر الداعي إلى الوجوب هو سد العدم من ناحية كل مقدمة بنفسها ، وليس المراد من هذا الامكان هو الامكان الذاتي ، فإن الامكان الذاتي