.................................................................................................
______________________________________________________
ضروري التحقق عند حصول مقدمته الاخيرة ، والى هذا أشار بقوله : «كيف» : أي كيف يكون في خصوص الافعال التوليدية مقدمة بحيث يكون الفعل عندها ضروريا فيترشح له النهي الغيري ولا يكون في الافعال الاختيارية مثلها ، وانه ليس في الافعال الاختيارية مقدمة يترشح لها النهي مع انها مثل الافعال التوليدية لها مقدمة أخيرة يكون الفعل عند وجودها ضروريا ، وهذا مراده من قوله : «ولا يكاد يكون فعل» : أي لا يعقل ان يوجد فعل «الا عن مقدمة لا محالة معها يوجد» وهي الجزء الاخير من العلة التامة التي لا محالة انه عند وجودها يوجد المعلول «لضرورة ان الشيء ما لم يجب لم يوجد».
فاجاب عنه بقوله : «فانه يقال» الخ.
وحاصله : انه نعم لا يفترق الحال في الافعال التوليدية والافعال الاختيارية في ان لكل منهما مقدمة اخيرة يجب عند وجودها وجود الفعل وهي الجزء الاخير من العلة التامة ، إلّا ان الجزء الاخير في الافعال التوليدية فعل اختياري يمكن ان يتعلق به النهي ، كالالقاء في النار الذي عند حصوله يحصل الاحتراق وكحركة المفتاح الذي يحصل بتحققها حركة الفتح للمزلاج ، والالقاء وحركة المفتاح فعلان اختياريان للفاعل ، واما في الافعال الاختيارية فمقدمتها الاخيرة هي الارادة وهي لا يعقل ان تكون متعلقة لامر أو نهي ، لأنها نفس الاختيار التي هي مبادئ الافعال الاختيارية ، والاختيار ليس بالاختيار وإلّا لتسلسلت الارادات ، ولذا قال : «نعم لا محالة يكون من جملتها ما يجب معه صدور الحرام» فالافعال الاختيارية كالافعال التوليدية لها مقدمة اخيرة يجب معها صدور الفعل «لكنه لا يلزم ان يكون ذلك» : أي المقدمة التي يجب عندها صدور الفعل «من المقدمات الاختيارية بل» مقدمته الاخيرة «من المقدمات غير الاختيارية كمبادئ الاختيار التي لا تكون بالاختيار وإلّا لتسلسل» كما مر غير مرة في ان الارادة من مبادئ الفعل الاختياري واما هي فليست اختيارية وإلّا لزم التسلسل.