.................................................................................................
______________________________________________________
الثاني : ان يكون خروج الفرد عن الطبيعة المأمور بها لعروض تخصيص للامر بالطبيعة اوجب خروج هذا الفرد كخروج العالم الفاسق بالتخصيص عن الامر المتعلق باكرام العلماء ، فإن مثل هذا الفرد بعد ابتلائه ذاتا بالمانع وهو الفسق صار ليس كسائر افراد الطبيعة المتعلق بها الامر ، وحكمه حكم النحو الاول في انه لا يعقل ان يقصد به امتثال الامر المتعلق بالطبيعة التي لا تسعه.
الثالث : ان يكون خروج الفرد لابتلائه بالأهم المزاحم للامر بالمهم فقط من دون عروض شيء على هذا الفرد الخارج ، فالفرق بين الثاني والثالث هو ان المانع عن تعلق الامر بالفرد الخارج قد عرض ذات الفرد الخارج ، وفي الثالث لم يعرض المانع على ذات الفرد الخارج وانما منع عن تعلق الامر به فقط ، فهو كسائر افراد الطبيعة المأمور بها من كل جهة من حيث ذاته وذاتها ولم يفترق عنها إلّا انه لأجل المزاحمة صار لا يمكن ان يتعلق به الامر ، فلا مانع من ان يقصد به امتثال الامر المتعلق بالطبيعة التي لا تسعه بما هي مأمور بها ، ولذا قال : «حيث كان الامر بها على حاله» بمعنى انه لم يطرأ على الأمر المتعلق بالطبيعة تضيق لأجل التخصيص «وان صارت» الطبيعة «مضيقة بخروج ما زاحمه الأهم من افرادها من تحتها» فهي مضيقة للمزاحمة لا للتخصيص والفرد خرج عنها وصارت ضيقة بخروجه إلّا انه لا شيء عرض على هذا الخارج عنها بل العارض انما عارض الامر وزاحمه عن ان يتعلق به فقط ، وحيث كان الحال كذلك «امكن ان يؤتى بما زوحم منها» وهو الفرد الخارج «بداعي ذاك الامر» المتعلق بالطبيعة الخارج عنها هذا الفرد للمزاحمة «فانه وان كان» هذا الفرد «خارجا عن تحتها بما هي مامور بها إلّا انه لما كان وافيا بغرضها» ومساو لبقية افرادها من حيث ذاته وذاتها من كل جهة فهو «كالباقي تحتها كان عقلا» هذا الفرد الخارج عنها كالفرد الباقي تحتها فهو «مثله في الاتيان به في مقام الامتثال والاتيان به بداعي ذلك الامر بلا تفاوت» لما عرفت ان قصد امتثال الأمر يتأتى في الفرد الذي يحصل به تمام الغرض ويسقط باتيانه الامر ، وهذا الشرط