.................................................................................................
______________________________________________________
كفائيا في قبال الوجوب العيني الذي هو ان يكون لكل واحد خطاب غير مربوط بالخطاب الموجه الى الآخر ، ولكل واحد اطاعة خاصة سواء اطاع الآخر ام لا ، ولكل واحد عصيان خاص سواء عصى الآخر ام لا ، فالوجوب الكفائي هو كون المأمور به فعلا واحدا قد توجه الخطاب به الى الكل ، فإن صدر من الكل حصلت الاطاعة من الكل ، وان ترك الكل حصل العصيان من الكل ، وان فعله واحد منهم حصلت منه اطاعة وسقط الامر عن غيره من دون اطاعة ولا عصيان.
ويتضح مثال الواجب الكفائي في مثل الفعل الذي يمكن ان يقوم به واحد ويمكن ان يقوم به الكل كرفع حجر يستطيع ان يقوم برفعه واحد ويستطيع ان يقوم الكل بذلك الرفع الواحد ، ومثاله في الشرعيات غسل الميت وتكفينه فانه يمكن ان يقوم به واحد ويمكن ان يقوم به جماعة ، ففيما إذا قام به واحد فله علة واحدة وفيما قام به جماعة فهو كتوارد علل متعددة تشترك في ايجاد معلول واحد كذبح الشاة ـ مثلا ـ فانه يمكن ان يذبحها واحد ويمكن ان يشترك في ذبحها جماعة ، وامثاله في الخارج كثير.
وما يقال : من ان المعلول الواحد لا بد له من علة واحدة فكيف يصدر المعلول الواحد من علل متعددة.
مدفوع : بان هذه العلل المجتمعة في حال اجتماعها هي علة واحدة لا علل متعددة وان كان لو انفرد كل واحد منها لكان علة واحدة بنفسه.
لا يقال ان هذا يتم في مثل غسل الميت وتكفينه فانه فعل واحد يمكن ان يقوم به واحد ويمكن ان يقوم به الكل ، ولا يتم في مثل الصلاة على الميت فانه فيما اذا قام به جماعة فان ما يقع منهم صلوات متعددة لا صلاة واحدة فلا يكون من قبيل توارد علل متعددة على معلول واحد مع ان وجوبها أيضا كفائي.
فانه يقال : ان الصلوات المتعددة وان لم تكن من قبيل توارد علل متعددة على معلول واحد إلّا انه حيث كان الغرض يحصل بصلاة واحدة لو قام بها واحد دون