.................................................................................................
______________________________________________________
شئون العلة الغائية ولواحقها وكل ما هو من شئون شيء ومن توابعه لا بد وان يكون من سنخ ذلك الشيء.
ومن الواضح ان دخالة العلة الغائية في الشيء انما هو دخالة تصورها والتصديق بها في العلية ، لأن العلة الغائية متقدمة على الشيء بتصورها والتصديق بها في عالم الفكر ومتأخرة عن الشيء في مقام وجودها وترتبها عليه في الوجود الخارجي ، ولذا يقولون : ان العلة الغائية أول الفكر وآخر العمل.
فتبين مما ذكرناه : ان شرائط التكليف المتقدمة بوجودها الخارجي هي من الشروط المقارنة كالشروط المقارنة بوجودها والمتأخرة بوجودها الخارجي ـ أيضا ـ من المقارنات للمعلول المشروط بها ، لأن دخالتها فيه إنما هو لدخالة تصورها والتصديق بها في حصول المشروط ، وتصورها والتصديق بها مقارن لحصول المشروط لا متقدم ولا متأخر ، لأن تصور الشيء والتصديق به مقارن لإرادته التي هي الجزء الاخير من العلة المحركة للشيء.
فتحصل من جميع ما ذكرنا : ان الشروط من لواحق العلة الغائية ، والعلة الغائية لتصورها والتصديق بها دخل في تحقق الشيء ، ولا بد وأن يكون شئون الشيء ولواحقه من سنخه فتكون الشروط كالعلة الغائية لتصورها وللتصديق بها دخالة في وجود المشروط ، فالذي يتوقف عليه المشروط لحاظها لا وجودها لأن المعلول إنما يتوقف على لحاظ العلة الغائية لا على وجودها الخارجي ، ولحاظ الشروط سواء كانت متقدمة بوجودها أو متاخرة بوجودها هو من مقارنات وجود المشروط ، فما هو الشرط في الحقيقة الذي هو اللحاظ هو مقارن ، وما ليس بشرط هو المتقدم والمتأخر ، لأن هذه الشروط ليست بوجودها شرط بل بتصورها والتصديق بها ، وتصورها والتصديق بها مقارن لا متقدم ولا متأخر ـ فلا يلزم انخرام القاعدة العقلية في الشروط الشرعية المتقدمة بوجودها أو المتأخرة كذلك ، لأن ما هو المتأخر والمتقدم وهو وجودها الخارجي ، فليس هو بشرط حتى يلزم تأثير المعدوم في الموجود ،