.................................................................................................
______________________________________________________
وثالثة تحصل الاضافة والحيثية بنسبته إلى أمر متأخر لم يحصل إلّا بعد حصول المضاف اليه ، كخروج الشخص لاستقبال قادم فإن حركته وخروجه يتعنون بعنوان كونه استقبالا للقادم قبل مجيء القادم ، فاذا كانت الشروط للواجب انما هي لأجل حصول اضافة وحيثية للواجب باضافته ونسبته إلى امر خارج عنه تكون الاضافة موجبة لتعنونه بعنوان حسن فتلك الاضافة هي الشرط في كون المضاف إلى ذلك الشيء الخارج عنه متعنونا بالعنوان الحسن ، وتلك الاضافة تحصل وان كان وجود المضاف اليه متقدما أو متاخرا كما مر في السلام الجوابي والحركة بقصد استقبال القادم ، فيكون ما هو الشرط مقارنا دائما لا متقدما ولا متاخرا لأن الشرط ليس هو المضاف اليه حتى يقال انه معدوم حال وجود المضاف فيلزم تأثير المعدوم في الموجود ، بل الشرط هو تلك الحيثية التي توجد في المضاف المنسوب إلى ما أضيف اليه ، وتلك الحيثية فعليتها وحصولها مربوطة باضافة المضاف إلى المضاف اليه بوجوده الخارجي في ظرفه ، فالخروج يكون استقبالا بالفعل باضافته إلى قدوم القادم الذي يحصل في ظرفه الّا ان وصف الخروج بكونه استقبالا ـ وهو حسن حيث يكون للعالم موجود ومتحصل بالفعل إذا كان قدوم العالم ـ يحصل في ظرف مجيئه.
نعم ، إذا لم يحصل قدوم العالم في ظرفه لا يكون الخروج استقبالا ، فغسل المستحاضة ليلا شرط لحصول امتثال الصوم الواجب ليس بوجوده الخارجي ، بل الشرط اضافة صوم المستحاضة اليه ، وهذه الاضافة حاصلة بالفعل فيما إذا كانت المستحاضة تغتسل في الليل.
نعم ، إذا لم تغتسل المستحاضة ليلا لا يكون للصوم تلك الإضافة والحيثية ، فما هو الشرط المربوط به تعنون الصوم بالعنوان الذي اوجب انطباق الحسن عليه مقارن لوجود الصوم ليس بمتأخر عنه وهو اضافة الصوم وتحيثه بنسبته إلى الغسل في الليل ، وأما الغسل في الليل بنفسه فليس شرطا للصوم فلا يلزم تأثير المعدوم في الموجود ولا تنخرم القاعدة العقلية ، واذا كان الشرط واقعا هو الإضافة والحيثية التي تلحق