وحاصله مركّب من مقدّمتين :
__________________
وهو «أحدهما» الموجود في كلتا الصلاتين الواجبة احداهما واقعا والاخرى الغير مطلوبة شرعا ، فهو (قده) عند ما يقول بأن «احدهما» واجب واقعا (وانت تعلم بمرادنا من الحمل الشائع ، فان قولنا «في الغرفة انسان» نقصد من الانسان هنا الانسان بالحمل الشائع اي احد افراد الانسان) انما يريد من «احدهما» هذا الجامع المشير إلى الفرد الواقعي ، فاذا خالف المكلّف هذا الجامع وترك امتثال احدى الصلاتين فهو ح يحتمل أن يكون قد خالف الفرد الواقعي ، ولعلّ قول المصنف «فان الجامع إذا لوحظ فيه مقدار الجامع بحدّه فقط ..» أي معنى «احدى الصلاتين» الصالح للانطباق على كلّ واحدة منهما إشارة إلى وجود تفسير آخر للفظة الجامع وهو «احدى الصلاتين» الواجبة واقعا(*)
__________________
(*) (أقول) يفهم من كلام المحقق الاصفهاني هذا. رغم اني لم اراجعه في كتابه لعدم وجوده عندي. أنّه يقول بمقالة المحقّق العراقي لكن باسلوب آخر ، وهو انه استعمل لفظه جامع ، وذاك استعمل لفظة الفرد الواقعي في دراستهما لظاهره وجود العلم الإجمالي ، فمن يتأمّل في مقدّمتي المحقق الاصفهاني يعرف انّهما لا تختلفان في العمق بشيء عن كلام المحقق العراقي. (وعندي) كلا الاستعمالين صحيح لوحدتهما روحا ، إلّا انّ الارحج اتّباع اسلوب العراقي لوضوحه وعدم تطرّق شبهة مفهومية في معنى «الفرد الواقعي» بخلاف «الجامع» الذي تتطرق الشبهة المفهومية إليه ، فقد يراد به الجامع بحدّه اي بما هو جامع وكلي موجود في الذّهن ، وهذا المعنى هو المراد من قولهم بان العلم واقف على الجامع بحدّه ، وعلى هذا المعنى اورد السيد الشهيد ايراده على المحقق الاصفهاني ، وهذا هو مراد المحقق النائيني ايضا من الجامع في قوله الآتي «بأن العلم الاجمالي لا يستدعي وجوب الموافقة القطعية بصورة مباشرة لانه لا ينجّز ازيد من الجامع».