__________________
والضعف بحيث يحصل انصراف من ادلّة حجية خبر الثقة عن مثل هذه الحالة.
وهناك وهن آخر بلحاظ نفس روايات قاعدة الميسور المذكورة وهو عدم وجودها اصلا في الكتب الروائية المعروفة ، ومعنى ذلك أنه وجد كتابا فيه هذه الروايات وغيرها ممّا لم نجده في الكتب المشهورة وقد رواها هو لوحده دون جميع من أجازوه به من عصره إلى عصر المحمّدين الثلاثة ، وهذا واقعا مثار للاستغراب والتعجب ، مع انّك تعرف ان رواتنا ذكروا عشرات آلاف الروايات في شتّى المجالات حتّى في الآداب والمستحبّات القليلة الأهمية ، بل ترى مثلا انهم رووا في السواك والقياس مئات الروايات ، فكيف لم يرووا هذه الروايات الثلاث مع ما لها من عظيم الخطر في الفقه؟!
ولذلك أرى ان القول باعتبار هذه الروايات الثلاث ضرب من السفاهة وعدم التأمل لا في علم الرجال ولا في علم الحديث ولا في التاريخ ...
وبعد الوصول إلى هنا رأيت أن من اللازم ان احقّق في نفس الكتاب بنفسي لنطمئن اكثر فذهبت الى مكتبة آية الله السيد المرعشي النجفي وتصفّحت الكتاب لساعة فتفاجأت ان اوّل سند يذكره كان عن ابي هريرة (الحديث الثاني) ثم عن عائشة في الرواية الثالثة ومتنها وروت عائشة انه ربّما انقطع شسع نعل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فمشى في نعل واحدة حتّى تصلح الاخرى!
واكثر رواياته مرسلة ... إلى ان يروى عن عمر بن قرّة (وهو مهمل في رجالنا) عن ابي البختري (حديث ٣٢) ، وابو البختري هذا هو وهب بن وهب الذي يقول في حقّه النجاشي : «كان كذّابا ، وله احاديث مع الرشيد في الكذب» ، وقال عنه الشيخ «عامي المذهب ، ضعيف» وقال عنه ابن الغضائري «كذاب عامّي» ، وروى الكشي بسنده عن الفضل بن شاذان انه كان «من اكذب البريّة» ... الخ.
. وفي حديث ٤٤ وروى حمّاد بن إبراهيم عن الاسود عن عائشة انها قالت كنت افرك المني من ثوب رسول الله فيصلي فيه! وهذا سندا مظلم ومتنا أظلم.
. وفي حديث ٤٥ روى عمر بن ميمون بن مهران عن سليمان بن يسار (وهما غير