وَطَلَباً فِي حَلَالٍ وَنَشَاطاً فِي هُدًى وَتَحَرُّجاً فِي طَمَعٍ إِلَى آخِرِهَا (١).
. وهي من محاسن الكلام وبديعه وكيف لا ومصدرها من بحر العلوم ومرعاها جنى الشيخ والقيصوم (٢) سيد العرب وأميرها ووصي الرسالة ووزيرها
وَمِنْ كِتَابِ الْمَنَاقِبِ لِأَبِي الْمُؤَيَّدِ الْخُوَارِزْمِيِّ ره عَنْ عَلِيٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله علیه وسلم قَالَ يَا عَلِيُّ لَوْ أَنَّ عَبْداً عَبَدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مِثْلَ مَا قَامَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أُحُدٍ ذَهَباً فَأَنْفَقَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمُدَّ فِي عُمُرِهِ حَتَّى حَجَّ أَلْفَ عَامٍ عَلَى قَدَمَيْهِ ثُمَّ قُتِلَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ مَظْلُوماً ثُمَّ لَمْ يُوَالِكَ يَا عَلِيُّ لَمْ يَشَمَّ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَلَمْ يَدْخُلْهَا.
وَمِنْهُ قَالَ وَأَخْبَرَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ عَالِياً (٣) الْإِمَامُ الْحَافِظُ سُلَيْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَصْفَهَانِيُّ مَرْفُوعاً إِلَى عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِي لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ادْعُوا لِي حَبِيبِي فَدَعَوْتُ أَبَا بَكْرٍ فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلی الله علیه وسلم ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ ادْعُوا لِي حَبِيبِي فَقُلْتُ وَيْلَكُمْ ادْعُوا لَهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَ اللهِ مَا يُرِيدُ غَيْرَهُ فَلَمَّا رَآهُ فَرَّجَ الثَّوْبَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَدْخَلَهُ فِيهِ فَلَمْ يَزَلْ يَحْتَضِنُهُ (٤) حَتَّى قُبِضَ وَيَدُهُ عَلَيْهِ.
" وَمِنْهُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ وَعَلِيٌّ يُصَلِّي أَمَامَهُ فَقَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ أَلَا تُحَدِّثُنِي بِأَحَبِّ النَّاسِ إِلَيْكَ فَوَ اللهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَحَبَّهُمْ إِلَيْكَ أَحَبُّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم قَالَ أَجَلْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ أَحَبُّهُمْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلی الله علیه وسلم وَهُوَ ذَاكَ الشَّيْخُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى
________________
(١) وهي خطبة (١٩١) من الخطب.
(٢) جنى الثمر : تناوله من شجرة. وثمر جنى ـ بتشديد الياء ـ : ثمر جنى من ساعته. والشيخ : نبات أنواعه كثيرة وكله طيب الرائحة ومنه نوع ينبت في بلاد العرب ترعاه المواشي. والقيصوم : نبات ذهبي الزهر ورقه كالسداب وثمره كحب الاس إلى غبرة طيب الرائحة يتداوى به.
(٣) أي أقل رجلا.
(٤) احتضن الصبى : جعله في حضنه وهو ما دون الإبط