(رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِ) (١) أي احكم فسمي صلی الله علیه وسلم فاتحا لأن الله سبحانه حكمه في خلقه يحملهم على المحجة البيضاء ويجوز أن يكون من فتحه ما استغلق من العلم وكذا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ صلی الله علیه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي صِفَتِهِ الْفَاتِحُ لِمَا اسْتُغْلِقَ والوجهان متقاربان.
ومن أسمائه الأمين وهو مأخوذ من الأمانة وأدائها وصدق الوعد وكانت العرب تسميه بذلك قبل مبعثه لما شاهدوه من أمانته وكل من أمنت منه الخلف والكذب فهو أمين ولهذا وصف به جبرئيل علیهما السلام فقال (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)
ومن أسمائه علیهما السلام الخاتم قال الله تعالى :
(خاتَمَ النَّبِيِّينَ) (٢) من قولك ختمت الشيء أي تممته وبلغت آخره وهي خاتمة الشيء وختامه ومنه ختم القرآن و (خِتامُهُ مِسْكٌ) أي آخر ما يستطعمونه عند فراغهم من شربه ريح المسك فسمي به لأنه آخر النبيين بعثة وإن كان في الفضل أولا قَالَ صلی الله علیه وسلم نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ.
فأما المصطفى فقد شاركه فيه الأنبياء صلى الله عليه وعليهم أجمعين ومعنى الاصطفاء الاختيار وكذلك الصفوة والخيرة إلا أن اسم المصطفى على الإطلاق ليس إلا له صلی الله علیه وسلم لأنا نقول آدم مصطفى نوح مصطفى إبراهيم مصطفى فإذا قلنا المصطفى تعين صلی الله علیه وسلم وذلك من أرفع مناقبه وأعلى مراتبه.
ومن أسمائه صلی الله علیه وسلم الرسول والنبي الأمي والرسول والنبي قد شاركه فيهما الأنبياء علیهما السلام والرسول من الرسالة والإرسال والنبي يجوز أن يكون من الإنباء وهو الإخبار ويحتمل أن يكون من نبأ إذا ارتفع سمي بذلك لعلو مكانه ولأنه خيرة الله من خلقه.
________________
(١) الاعراف : ٨٩.
(٢) الاحزاب : ٤٠.